آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۵

چکیده

قد لا یکون لموضوع من الأهمیه على مر الزمان مثل ما للحوار من أهمیه، تتضاعف تلک الأهمیه فی زماننا الحاضر، فقد کثرت وسائل الاتصال وبرامج الحوار حتى عجّت بها القنوات الفضائیه وما تبثّه هذه القنوات من الغث والسمین، ومن أفکار ضاله وعقائد منحرفه، لا تؤثر على أبنائنا- شئنا أم أبینا- فقط، بل تحرق الأخضر والیابس فی مجتمعاتنا أیضاً بما تغذیه من مشاعر العداء والتفرقه. وبالمقابل، فإن الحوار یبقى الوسیله الأهم لمقابله تلک الهجمات الضاله من جهه، ونشر الهدایه ونور الحق من جهه أخرى، إلا أن ذلک بشرطها وشروطها -کما یقولون- کما هو الحال فی أی عمل علمی یراد به أن یکون قائماً على أسس فنیه صحیحه؛ لکی یؤتی أکله ویوصل إلى ما أعد له من أهداف وغایات، وهنا یأتی البحث فی أدب الحوار وفی ضرورته القصوى، فنحن ولله الحمد لدینا ثروه ثقافیه وفکریه وعقائدیه واجتماعیه وسیاسیه عظیمه قائمه على أسس ثقافیه إسلامیه منطقیه وأخلاقیه صحیحه، متمثله بالقرآن الکریم والعتره الطاهره علیهم السلام، فهم مدرستنا وملاذنا فی هذه الحیاه الملیئه بالأمواج العاتیه التی تعصف بالإسلام من کل الجهات، فعلینا أن نقتدی بهم ونتسلح بفکرهم وثقافتهم فی مواجهه الطرف المقابل؛ من أجل الوصول إلى الحقیقه بطریقه فنیه صحیحه هادئه موضوعیه قائمه على أسس الحوار وآدابه الصحیحه وبالأدله والبراهین الواضحه، قال الله تعالى: وَج ادلْهُم بالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ [النحل/ 125]. وأما منهج التحقیق الذی اخترناه فی هذه المقاله، فهو المنهج التوصیفی التحلیلی المرکب، وهو المنهج المتبع فی أکثر الدراسات الإسلامیه والإنسانیه بصوره عامه. وأما أهم النتائج التی توصلنا إلیها من خلال البحث والتحقیق فی هذه المقاله ما یلی: 1 الحوار هو العنصر الاساسی فی أی تفاعل معلوماتی حتى لو کان هذا التفاعل بین شخصین لا أکثر. 2 وبناء على الحقیقه السابقه، یتبین ما للحوار من أهمیه فی تبادل المعلومات وبناء الفکر والحضاره. 3 وللأهمیه القصوى التی یتمتع بها الحوار، لابد أن یکون هناک قواعد وضوابط خاصه تحکم ذلک العنصر بحیث یعطی أکله ویوصل إلى الأهداف المتوخاه منه. 4 إن خیر ما یُستقى منه أسس الحوار وآدابه هو الثقافه الإسلامیه المتمثله بالقران الکریم وعِدله؛ أقصد أهل البیت علیهم السلام. 5 أهم أسس الحوار فی الثقافه الإسلامیه هی: الإخلاص والاحترام والموضوعیه.

تبلیغات