نظریه الوجود بین الوجودیه و اصاله الوجود، دراسه مقارنه بین هیدغر و ملاصدر
منبع:
الاستغراب، رقم 5، لبنان، خریف 2016. ص 214 الی 248
مع الفلسفه الوجودیّه تحوّل الاهتمام من نظریّه المعرفه والبحث الفلسفی المعرفیّ، إلى الاهتمام بحاقّ الوجود؛ أی الاهتمام بالوجود ذاته. وقد أدّى هذا التحوّل إلى دخول الفلسفه الغربیّه فی مسار مختلفٍ وترک بصماتٍ عظیمه الأثر على هذه الفلسفه. کما إن الفلسفه الإسامیه طرأ علیها أمرٌ مشابهٌ مع التحوّل الذی أحدثته مدرسه الحکمه المتعالیه؛ حیث تحوّل مرکز الاهتمام إلى الوجود بعد ما کان الهمّ الفلسفیّ هماًّ ماهویًّا یحصر اهتمامه بالتفسر الماهویّ للوجود. وتکمن أهمیّه هذا التحوّل فی الأثر الذی ترکه على مسائل الفلسفه کلهّا. ویبدو فی النظره الأولیّه أنّ المسارین متشابهین، بل ربّما یحسب الناظر أنّ ثمه مسارًا واحدًا اعتُمد فی الفلسفتین، ینبغی أن یؤدّی إلى نتائج مشرکه بینها. وفی هذه المقاله بحثُ مسهبٌ عن مفهوم الوجود عند المدرستین بغایه المقارنه بینها، لاکتشاف نقاط الالتقاء ونقاط الافراق بینها یجری ذلک على صعید المفهوم، وکذلک على مستوى خلفیات التحوّل، فضلاً عن النتائج التی أفضى إلیها هذا التحوّل.