المصطفی

إنَّ العصرَ الراهن یُواجه العدید من وسائل الإعلام والفضاء السیبرانیّ المجازیّ بتنوُّعه وقدراته المختلفه، وقد شاع التواصل فی القریه العالمیّه الیوم وتبادل الأفکار، بجانب تقدیم الثقافات والدعایات الزائفه والمتحیّزه بشأن الأحزاب والجماعات والأفراد، ولا سیّما «الدین». وکما کانت الثقافه والنصوص الدینیّه الأصیله والمعتقدات الإلهیّه معرَّضه دائمًا للطمس والتضلیل، کذلک أصبحت هی فی الفضاء الإلکترونیّ معرَّضَه للتحریف والدعایه المناهضه للدین. وفی هذا السیاق تقوم المجموعات المتصوّفه الناشئه، وظاهره التکفیر المتمثّله بداعش، والعدید من الشبکات والجماعات شبه الدینیّه بعرض الدِّین علی العالم، وخاصّه مجتمع الشباب، من خلال التمسک بالقشور والظواهر الدینیّه وتأویلها، وفی هذا الصدد فإنَّ الهجمات والتحریفات التی یوجه هؤلاء نحو الدین الإسلامیّ جدیر بالتأمل والاعتبار. ففی مثل هذه الحاله یجب أن یکون الفضاء الإلکترونیّ قادرًا على إظهار الوجه الحقیقیّ للدین المبین من خلال إطلاق الشبکات والجماعات والعلاقات الصحیحه لتعزیز الثقافه الإسلامیّه وتقدیم التفاسیر والمصادر القرآنیّه الصحیحه من جهه، ومحاربه ضدّ الدعایه المعادیه للدین من جهه أخری. والیوم یقدّم الفضاء السیبرانیّ المجازیّ فرصًا وتهدیدات للبشریّه، ومع أنَّ تهدیداتها قد أثارت قلقًا فی نفوس المسلمین، إلّا أنّه لا یزال هناک الکثیر من الفرص فی هذا الفضاء ویمکن الاستفاده منها، کما أکّد القائد الأعلی للثوره الإسلامیه آیه الله العظمی الخامنئی (دام ظله الشریف) على الاستفاده من الفرص المتاحه فی هذه الساحه ضمن تصریحاته قائلًا: «إنَّ المساحه الافتراضیّه الیوم أکبر بأضعاف من المساحه الحقیقیّه لحیاتنا، بل هناک من یتنفّس فی الفضاء الإلکترونیّ على الإطلاق، وتقضی فیه حیاته کلّها، کما یتعامل الشباب أیضًا مع هذا الفضاء، من خلال أشیاء وأمور مختلفه، فضلًا عن استخدام البرامج العلمیّه، والإنترنت، والشبکات الاجتماعیه... فقد قام مجموعه من الناس بالعمل، وفکروا ]ملیًّا[ وأوجدوا طریقه ما یسمّی بالفضاء الافتراضیّ أو علی قولهم الفضاء «السیبرانی»، فهیّا، استخدِموه، لکن استخدِموه بشکل صحیح».[1] وقد أدَّى نشوء وتطور الفضاء السَّیبرانیّ المجازیّ فی عصر المعلومات والاتصالات، إلى وضع متطلبات جدیده أمام المؤسسات والهیاکل والمنظمات الرئیسه فی کلّ المجتمعات، وذلک فی مختلف مجالات الحیاه البشریّه. وقد فتح الفضاء السَّیبرانیّ المجازیّ صفحهً جدیدهً فی العلاقات الاجتماعیّه، ورغم أنّه حدیث العهد نسبیًّا لکنّه تمکن من الدخول بشکلٍ جیّدٍ فی حیاه الناس لدرجه أنّ العدید من الناس من مختلف الأعمار والمجموعات الاجتماعیّه یجتمعون معًا حول مائدته ویتواصلون بعضهم مع بعض عبر المسافات البعیده جغرافیًّا. والیوم تجد الأسره المسلمه فی سلّتها الثقافیّه شبکات فضائیّه، والفضاء السیبرانیّ المجازیّ، ووسائل الإعلام الحدیثه، والتی استهدفت کلّ منها بدورها جزءًا من عملیّه التأثیر فی الأسره. وقد تخصَّصت بعض الشبکات والمجموعات الفضائیّه والقنوات الافتراضیّه فی الترکیز على موضوع الأسره، وأمّا الرساله المشترکه لبرامج هذه الشبکات، فهی: الترویج للتفکک والتفسخ الأسریّ فی مقابل التماسک والتلاحم الأسریّ، وتطبیع الخیانه الزوجیّه، وتطبیع العلاقه الجنسیّه قبل الزواج بین الشباب، وتعزیز ثقافه التعایش بدلًا من الزواج، کما أثارت عواقب تعرّض الجمهور المسلم لبرامج شبکات الأقمار الصناعیه العدید من المخاوف لمجتمع الخبراء. وإنَّ الدین - باعتباره أحد أقدم وأعرق مؤسسات الحیاه البشریّه - لیس استثناءً من هذا الوضع، فتجب إعاده النظر فیه وإعاده إنشائه شکلًا وأسلوبًا فی التفاعل مع الجمهور المتدیّن والمجتمع الدینی، وفقًا لظروف العالم المستجدّه. فیمکن الدعوه والترویج للدین والمذهب والمجتمع الدینی من خلال استخدام الفضاء الإلکترونیّ، وبالتالی تمهید طرق للتوعیه الدینیّه وتمییز الغثّ من السَّمین. ومن خلال استخدام إمکانات هذا الفضاء، یصبح الخطابات أقلّ هِرَمیهً وصَلابهً فی مواجهه جمهور المخاطبین، مما یساعد أعضاء المجتمع الدینیّ والباحث عن الحقیقه على تقلیل مخاوفهم وتحفظاتهم فی البحث عن أسئلتهم وشکوکهم وتردداتهم حول الدین، وبالتالی فی الحصول على إجابات مقنعه. ومع ذلک، فإنَّ استخدام هذه المزایا وتجنب المخاطر یتطلب تدابیر واحتیاطات أولیه، فمن المبادئ المهمّه هی توفیر التدریبات اللازمه من قبل المؤسسات الداعِمه والمساعِده مثل الأسره والمراکز الإعلامیّه والتعلیمیّه لتحسین المهارات الإعلامیّه والوعی بوسائل الإعلام لدى الجماهیر، ولا سیما الشباب والمراهقین، وتقلیل الأخطاء فی مواجهه محتوى القنوات والمخاطر فی الاختیار العشوائیّ للشبکات الاجتماعیّه. ومن العوامل المهمّه التی تزید من التوجه نحو هذا الفضاء هو تقییم الحاجات ودراسه جمهور القرّاء، بحیث تزید من نسبه الاهتمام بأذواق الجمهور وخاصه الشباب فی إنتاج المحتوى ومواد الشبکات الافتراضیّه والصفحات الإلکترونیّه، کما ترفع من مدی تأثیرها وفقًا لأهداف صُنّاع القرار الدینی. ومما له التأثیر فی جذب المزید من الجماهیر ونشر التعالیم الدینیه، اتّخاذ نهجٍ إبداعیٍّ مع البصیره والرؤیه المستقبلیّه وتقدیم محتوى محدَّث وجذاب، بعیدًا عن الأسالیب العدوانیّه والتحکمیّه. هذه من ناحیه، ومن ناحیه أخرى، فإنّ الإجراءات القسریّه والهجومیّه تُعرقِلُ الفعّالیّهَ الإیجابیّه للفضاء السیبرانیّ فی مجال الدین، وتَحدُّ من إمکانیاته المفیده. وفی الختام، فإنّه من الضروریّ التحرُّک فی الفضاء الإلکترونیّ والحضور الفاعل والنشط فیه واستخدامه للأغراض الدینیّه، وهی خطوهٌ ذکیهٌ ومصممهٌ؛ وفقًا لضروریات الدین والمجتمع الدینی والجماهیر من ذوی الاهتمامات والمیول المختلفه التی مستعده ]بالقوه[ لإظهار ردود فعل سلبیّه وغیر عقلانیّه ومنطقیّه، وأمّا تعدُّد التعالیم والدعوات الدینیّه، بشرط مراعاه ما سبق، فیؤدّی إلى تعزیز الاستقرار لصالح الدین فی المواجهه بین الدین والعالم الافتراضیّ. وقد تناولنا فی هذا العدد من مجله «المصطفى» باللغه العربیّه، جوانب مختلفه من التفاعل بین الدین والفضاء السیبرانیّ والمجازیّ، عسى أن نتمکّن من استکمال هذا المبحث فی عدد آخر من المجله فی المستقبل.       [1]. المرشد الأعلى للثوره الإسلامیه فی إیران، لقاء مع المعلمین والمربین، 2/5/2016.

إنَّ الفضاء السیبرانیّ والمجازیّ - باعتباره وسیله ومنصه إلکترونیه یتمّ من خلالها إنشاء المعلومات، ونقلها، وتلقّیها، وتخزینها، ومعالجتها، وحذفها - یُشکّل حیاهَ الکثیرین فی مجالات مختلفه تتراوح من العلاقات الاجتماعیّه إلى الاقتصادیّه والترفیهیّه والتعلیم...، وتختلف وظیفتها باختلاف حاجات الناس المتغیّره. والیوم یتجاوز الفضاء السیبرانیّ المجازیّ ووسائل التواصل الاجتماعیّ من حیث التأثیر الأطرَ الافتراضیّه ویؤثّر فی العالم المادیّ والاجتماعیّ، ویُنشئ الفضاء الإلکترونیّ أشکالًا ثقافیه جدیده عن طریق تغییر الثقافه ومکوّناتها فی العصر الرقمیّ، کما أنّ التدین یتأثر به، بوصفه عنصرًا مهمًّا فی المظاهر الثقافیّه والاجتماعیّه، بهذه العملیّه.  فی ضوء هذه الحقیقه من أجل تحدید نطاق وأبعاد تأثیر الفضاء السیبرانیّ فی التدیّن (الغرض)، تتساءل هذه المقال عن دور وتأثیر الفضاء السیبرانیّ فی تطوّر التدیّن (السؤال)، من خلال استخدام طریقه وصفیّه تحلیلیّه ونهج «هایدغر» و«بودریار» (الطریقه)، معرّفًا التحوّل فی فهم الواقع والمقدس، والهویه الدینیّه، والمرجعیّه الدینیّه، ومفهوم العفه، واستهلاکیه المادّه الدینیّه کمکوّنات للتدیّن والتی تطورت تحت تأثیر الفضاء السیبرانیّ (الفرضیّه)، وقد توصّلت إلی أنَّ طبیعه الفضاء السیبرانیّ علمانیّه بالذات (النتیجه).

إنَّ الفضاء السیبرانیّ أو المجازیّ هو مساحهٌ کبیرهٌ وأداهٌ قویّهٌ قد تجاوزت العدید من الحدود؛ حیث یقوم الکثیر من المستخدمین بأنشطه مختلفه، من جملتها أنشطه تتعلّق بالعالم الإسلامیّ، لکن مدی حضور المستخدمین من العالم الإسلامیّ لا یلبّی الحاجات المتنوعه لهذه المساحه، فیتمثّل الإجراء الأکثر إستراتیجیّه وحیویّه وأساسیّه فی ربط المستخدمین شبکیًّا للانتفاع بالموارد والفرص والأسواق والقدرات المتعدّده، ومعالجه القیود والأخطار. والغرض من هذه الدراسه هو التشبیک بین مستخدمی الفضاء السیبرانیّ أو المجازیّ فی العالم الإسلامیّ وذلک بالإجابه على سؤال أنّه (کیف یمکن تشبیک مستخدمی الفضاء المجازیّ فی العالم الإسلامیّ؟). تمّ الاعتماد فی جمع بیانات الدراسه على الطریقه الوثائقیّه والمکتبیّه، وأمّا تحلیل البیانات فقد تمّ من خلال النهج الکیفیّ؛ حیث اُستخدم بشکل استقرائیّ سلسله من الإجراءات المنهجیّه لإنشاء نظریّه حول الظاهره قید الدراسه، وتتکوّن عملیّه التشبیک لمستخدمی الفضاء السیبرانیّ فی العالم الإسلامیّ من مجموعه الأوضاع السببیّه والمعترضه والإطار والظاهره والإستراتیجیّات والنتائج التی أسفرت عن نمط التشبیک لمستخدمی الفضاء الإلکترونیّ فی العالم الإسلامیّ.

إنّ العالم المعاصر ساحهٌ ملیئهٌ بالتوتر والتحدّی والنزاع والصراع بین الأمم والمجتمعات والحکومات، ولا سبیل00 للتخلص منها سوى ترسیخ المحبّه والمصالحه والجهد الجماعی من أجل بناء السلام. والوجه الآخر للحیاه البشریّه المعاصره هو الحیاه الثانیه التی نشأت فی ظلّ عصر الاتصالات والتواصلات والتقنیات الجدیده ولدیها جمیع خصائص الفضاء الحقیقیّ مع التعقیدات السلوکیّه والتواصلیّه بین المستخدمین؛ فإنَّ صُنع السلام بمحوریّه الإیمان - عندئذ - من أفضل نماذج بناء السلام بمساعده النشطاء المتدینین الذین یحاولون التغلّب على الصراعات البشریّه وتحقیق السلام والاستقرار والحیاه المتدیّنه للمجتمع البشری - سواء فی العالم الواقعی أو فی العالم الافتراضی. وقد قدّمت الدراسه الحالیه بعد تحلیل محتویات البحث، نموذج بناء السلام الدینی فی الصیاغات الأربع للصراع فی الفضاء المجازیّ والسیبرانیّ.

الفضاء السیبرانی هو مساحهٌ یتمُّ فیها التواصل عبر شبکه الویب العالمیّه، وتتضمّن هذه المساحه مجموعهً متنوّعهً من الشبکات الداخلیّه والخارجیّه مثل الفیسبوک (Facebook)، ووی تشات (WeChat)، والتلغرام (Telegram)، والواتساب (WhatsApp)، وفایبر (Viber)، وإیتا (EITAA)، وسروش (Soroush) وما إلى ذلک، ومن الأسباب المهمّه لاستخدام الفضاء السیبرانی هو الرغبه الغریزیّه البشریّه فی التحدّث والتواصل مع الآخرین، هذا من جهه. ومن جهه أخرى، فإنّ توسیع مدى التعامل وتبادل الآراء بسرعه عالیه فی الفضاء السیبرانی قد جعل من الممکن کسر الحدود الزمنیّه والمکانیّه حتى یتمکن الناس من التحدّث وتبادل الآراء والأفکار بسهوله بعضهم مع بعض. وقد أثّر استخدام العالم الافتراضیّ بشکلٍ کبیرٍ فی شؤون الحیاه الفردیهّ والاجتماعیّه، والذی یکون له أحیانًا تأثیر أکبر من العالم الحقیقیّ؛ فإنّ المعرفه المناسبه والتوعیه العامّه توفّر أرضیه للاستخدام المناسب لهذا الفضاء، کما یمکن من خلال مراعاه قواعد ومتطلّبات الحوار فی العالم الافتراضیّ، تحویل التهدیدات إلى فرص والقضاء على المخاطر المدمّره لهذا الفضاء، وإنّ التواصل الفعّال والتفاهم المتبادل بحاجه إلى الامتثال للقواعد والضوابط. وأمّا عملیّه التواصل، فهی تتکوّن من ثلاثه عناصر رئیسه: (الرساله) و(المرسل) و(المستقبل). وتُظهر دراسه وصفیّه تحلیلیّه لآیات القرآن الکریم أنّ کتابَ الهدایه هذا، قد وضع معاییر لکلّ من هذه الأرکان؛ حیث یعتبر هذا الکتاب السماوی - مراعاه لمبدأ العلم والوعی، والصدق، والعفه، والأدب، والجمال، والاعتماد على مصدر الفکر والمعرفه - من المتطلّبات المتعلّقه بالرساله التی یجب أن یلتزم بها مرسلها.

ترمی هذه الدراسه إلى التّعرّف على فرص التعلیم الافتراضی وتحدّیاته فی عصر کورونا للحوزات العلمیّه، والمنهج المتّبع فی الدراسه هو المنهج الوصفیّ التحلیلیّ. لقد أظهرت النتائج أنّ التعلیم الافتراضی فی عصر کورونا، على الرغم من وجود عدد من الفرص والقدرات الإیجابیّه کالتدریب الشَّبکی، والمرونه فی اختیار زَمَکان التدریب، وتوفیر التکالیف ومدّه التعلیم، وعدم الحاجه إلى الحضور الفیزیائی للطلاب، وإزاله قیود تسجیل الطلاب، قد واجه أیضًا عددًا من المشکلات والموانع، من جملتها: عدم وجود تفاعل وجهًا لوجه (بشکل مباشر) بین الأستاذ والطالب، والاعتماد المفرط على التکنولوجیا، ونقص الموظفین الإداریین المتخصصین، وانعزال الطلاب وعدم وجود المنافسه بینهم، وحذف البرامج التربویه وعدم الرقابه علی برامج الطلاب وتعامل بعضهم مع بعض، وأخیرًا ثمّه اقتراحات لتفادی هذه المشکلات قدر الإمکان لتجنّب المخاطر وتقلیل العواقب المحتمله فی فتره ما بعد کورونا.

الإخلال بشیء أو تعطیله عن العمل، هو عباره عن جعله غیر قادر أو غیر مجد فی أدائه على النحو الأمثل والطبیعیّ، والإخلال الإلکترونیّ یحدث فی الفضاء المجازیّ بالنسبه للبیانات والأنظمه الحاسوبیّه، وبناءً علی الفعل المرتکَب فی هذه الجریمه، فهو إحداث خللٍ فی الأنظمه والشبکات وعرقلتها بحیث لا یمکنها معالجه البیانات، ومن ثمَّ إعاقه عملها الطبیعیّ والعادیّ، سواء أکان هذا الخلل یتسبّب فی عطل جزئیّ، أم تعطل النظام تمامًا، فتمّ تجریم هذه العملیّه فی المواد 8 - 10 من قانون جرائم الحاسوب، ولکن نظرًا لانتشار هذه الجریمه فی جمیع أنحاء العالم، لا سیّما بسبب الإخلال الأخیر فی نظام الوقود فی بلدنا، یبدو إجراء تحقیق فقهیّ ضروریّ فی خصوص جریمه الإخلال الإلکترونی، والأسئله التی یمکن طرحها حول جریمه الإخلال ببیانات الحاسوب ومقارنتها مع الفعل المرتکب فی الإخلال التقلیدیّ، هی: هل جریمه الإخلال الإلکترونیّ تختلف بماهیتها عن جریمه الإخلال التقلیدیّ؟ وما الأسس الفقهیّه لتجریم الإخلال الإلکترونیّ؟ تحاول الدراسه باستخدام المنهج الوصفیّ والتحلیلیّ إثبات أنّه بالرغم من أنّ جریمه الإخلال الإلکترونیّ تختلف اختلافًا ماهویًّا عن جریمه الإخلال المادیّ والتقلیدیّ، لکن من خلال التمسک بالدلیل العقلیّ، وبناء العقلاء، والقواعد الفقهیّه مثل قاعده (لا ضرر)، وقاعده (وجوب حفظ النظام ومنع الإخلال به)، یمکن القول بحرمه ارتکاب هذه الجریمه وتبریر تجریم الإخلال الإلکترونیّ من باب الجرائم التعزیریّه والرادعه.

إنَّ ممارسه السیاده فی رَصد وفلتره أو تنقیه الفضاء السیبرانیّ إیجابًا أو سلبًا، أمر ضروریّ بناءً علی أدلّه حفظ النظام، وحفظ العزّه والسیاده للدوله الإسلامیّه، وإقامه الدین، هذا من جهه. ومن جهه أخرى، فإنّ العمومات الحاکیه عن حرمه التجسس تدلّ علی لزوم حمایه خصوصیّه الأفراد، ومن الواضح جدًّا أنّه - وفی عملیّه رصد وتنقیه الفضاء السیبرانیّ المجازیّ - قد یتمّ انتهاک هذه الخصوصیّه لا سیّما فی مجال خصوصیّه المعلومات والاتصالات، ونظرًا إلىَ نطاق ومدى رصد وتنقیه الفضاء السیبرانیّ المجازیّ، وکذلک حظر الدخول إلى خصوصیّه الاتصالات والمعلومات للأفراد، رغم الکثیر من التأکیدات علیه، لیس واضحًا جدًّا فی فقه الإمامیّه، فإنّ مسأله نطاق ممارسه السلطه فی مراقبه الفضاء السیبرانیّ بالنسبه إلی خصوصیّه الأفراد التی تتطلب البحث والدراسه وصولًا إلى مرحله الإجابه المناسبه (المشکله). إنّ وجوب حفظ نظام الإسلام وحفظ النظام الإسلامیّ، ووجوب حفظ العزّه والسیاده للدوله الإسلامیّه، ووجوب إقامه الدین هی من بین الأسباب التی تضفی الشرعیّه على ممارسه السلطه العلیا من قبل القیاده، فی عملیّه الرصد وفلتره وتنقیه الفضاء السیبرانیّ المجازیّ، ولو بانتهاک الخصوصیّه المذکوره؛ ومع ذلک بناءً على تحلیل الأدلّه، یجب أن تستند ممارسه السلطه هذه إلى العلم، ولو إجمالًا، ضمن حدود الضروره التی تقتضیها، وبدون الکشف عن الأسرار الخفیّه للأفراد فی هذا الفضاء (الفرضیّه). إذًا، یهدف المقال إلى التعرّف على مدیات وحدود وثغور الأدلّه الداله علی مراقبه الفضاء المجازیّ والسیبرانیّ وحمایه خصوصیّه المعلومات للأفراد وشرح المعاییر الفقهیّه فی انتهاک تلک الخصوصیّه (الغرض)، ویمکن تحقیق هذا الهدف عن طریق وصف القضایا الفقهیّه وتحلیلها من خلال جمع بیانات المکتبه (الطریقه)، وفی نهایه المطاف تحلیل وشرح نطاق ممارسه السلطه فی رصد وتنقیه الفضاء المجازیّ والسیبرانیّ فیما یتعلق بخصوصیّه الأفراد (النتیجه (.

تمّ تدوین المقال لدراسه آثار الفضاء المجازیّ السلبیّه على التربیه الدینیّه للأسره والسبل الوقائیّه لها؛ وذلک بناءً على النصوص الدینیّه والاستفاده من الدراسه المیدانیّه التی أجراها الباحثون، أمّا الغرض من المقال دراسه تحدّیات الفضاء المجازیّ تجاه التربیه الدینیّه الأسریّه وتقدیم حلول ناجعه للحیلوله دون المخاطر المحدقه بنواه المجتمع (أی الأسره)، فکان المنهج المعتمد فی المقال هو المنهج الوصفیّ التحلیلیّ؛ إذ إنّ الفضاء المجازیّ بنطاقه الواسع یغطّی جمیع الأسر تقریبًا ویؤثّر على کلّ مستخدمیه. إنّ نتائج الدراسه وتحلیلها تُظهر أنّ العدید من التحدّیات فی الفضاء المجازیّ تتعلّق بالأسره والتعلیم الدینیّ للأبناء، بحیث یثیر الفضاء المجازیّ المشاکل فی العلاقه الزوجیّه، کما أنّه یضرّ بالتربیه الدینیّه للأطفال، وأهمّ ما یلحق بالأزواج وأولادهم من أضرار هو إضعاف المعتقدات الدینیّه للأسره، ممّا یؤدّی إلى تضرّر کبیر فی المیول والسلوکیات الدینیّه، ولمواجهه هذه التحدّیات توجد حلول وإستراتیجیّات [مختلفه] مثل التربیه العقَدیّه، وتعزیز القیم الأخلاقیّه، والتعلیم القرآنیّ، والتربیه التوحیدیّه، وتعریف الأبناء بنماذج حسنهٍ ممّا یؤدّی إلى القضاء على مخاطر الفضاء السیبرانیّ (المجازیّ) علی التربیه الدینیّه للأبناء.

نظرًا لتوسّع الفضاء السیبرانی فی العصر الراهن، یقضی الناس ساعات طویله یومیًّا فی الفضاء الإلکترونی، فمن الناحیه العلمیّه یوجد سؤال مطروح وهو: ما مقدار استخدام الفضاء الإلکترونی الذی یمکن اعتباره أمرًا طبیعیًّا بحیث یوصف الزائد علیه بأنّه مضرّ؟ والسؤال الثانی: ما مخاطر استخدام الفضاء السیبرانی فی الأسره؟ وقد حاولت الدراسه الحالیّه الإجابه عن هذین السؤالین باستخدام الطریقه التجریبیّه للمسح؛ ولهذا الغرض تمّ تطبیق "استبیان مخاطر التواصل الأسری" (من إعداد الباحث) و"قائمه مراجعه الفضاء الإلکترونی"[1]  علی 240 طالبًا من طلاب الحوزه العلمیّه وطلّاب جامعه "قم"، وتمّ تحلیل البیانات باستخدام معاییر الإحصاء الوصفی، واختبار کایزر مایر ألکین (KMO) وبارتلت، وتحلیل العوامل الاستکشافیه، وترابط بیرسون، واختبار کولموغوروف سمیرنوف، وتحلیل التباین أحادی الاتجاه (ANOA). وقد أظهرت النتائج أنّ مخاطر التواصل الأسری یمکن تقسیمها إلى خمسه عوامل رئیسه، وهی: التواصل داخل الأسره، والتواصل خارج الأسره، والعنف المنزلی، والاضطرابات النفسیّه داخل الأسره، وأزمه الهویّه الأسریّه. وفی الدراسه یمکن تقسیم مستخدمی الفضاء الإلکترونی إلى خمس مجموعات من حیث الاستخدام: نصف ساعه، وساعه، وساعتین، وثلاث ساعات، وأکثر من ثلاث ساعات یومیًّا من استخدام الفضاء الإلکترونیّ، وتظهر النتائج أنّ هناک فرقًا کبیرًا بین المجموعه الخامسه والمجموعات الأربع الأولى، وفی المجموعه الأخیره توجد جمیع مخاطر التواصلات الأسریّه، وأخیرًا تمّ شرح النتائج ومقارنتها بنتائج دراسات أخرى.   [1]. وجدانی، 1397.

یعتبر اختیار شریک الحیاه مسأله فی غایه الأهمیّه؛ لما له من أثر کبیر على حیاه الفرد والأسره والمجتمع، وکان هناک طرق وتقالید متعارفه لانتخاب شریک الحیاه أقرّها الشرع واعتمدتها المجتمعات الأسریّه، ولکن عند ظهور شبکات التواصل الاجتماعیّ انتشر التعارف واختیار شریک الحیاه الزوجیه عبر هذه الوسائل من دون مراعاه الاعتبارات العرفیّه والشرعیّه؛ لذلک فإنّ المقال یعنى بالحدیث حول تقییم اختیار الشریک عبر شبکات التواصل الاجتماعیّ، من خلال البحث فی طرق اختیار شریک الحیاه الزوجیّه وعرض صفات الزوج والزوجه المرجحه شرعًا، وتقدیم الرؤیه الشرعیه حول حکم المحادثات والعلاقات التی تتمّ عبر شبکات التواصل الاجتماعیّ - مضافًا إلى الحدیث حول الآثار السلبیّه التی نتجت عن الزواج (الإلکترونی) - أو عبر المجال الافتراضی، حیث کانت ضحیته الفتیات باعتبارها الحلقه الأضعف، وتمّ بحث کل ذلک وفق المنهج الوصفیّ التحلیلیّ الاستدلالیّ.

إنَّ نمط اختیار الزوج یلعب دورًا مهمًّا فی الرِّضا الزَّوجی وتکوین الأسره، حیث تُلبَّی حاجاتُ الفرد ورغباته من قِبل شریکه، ولاختیار الزوج تأثیر کبیر فی تکوین أسره سلیمه. ترمی هذه الدراسه إلى التعبیر عن أنماط اختیار الزوج حول العالم ودراسه نموذجٍ مختار بما فیه من العیوب والمزایا، وبیان رأی الإسلام فیه، ودور الفضاء السیبرانیّ فی الزواج وتأثیراته السلبیّه المحتمله، وقد أجریت الدراسه الحالیه على أساس المنهج الوصفی والمقارن. فی الحقیقه إذا أراد الزوجان البدء بحیاتهما الزوجیّه علی أساس العقل والشرع، یمکنهما إنشاء أسرهٍ سلیمهٍ تؤتی فی المستقبل ثمارًا حسنهً، وهذا هو الغرض الأساس من الزواج. وقد حدّدت المقاله الحالیه أوّلًا أنماط اختیار الزوج فی جمیع أنحاء العالم، ثمّ بحثت فی تحدّیات الفضاء السیبرانیّ المجازیّ فی اختیار الزوج، ثمّ شرحت کیفیّه اختیار الزوج المناسب من المنظار الإسلامیّ، وأخیرًا قد عرضت التحدّیات التی أحدثها الفضاء السیبرانیّ المجازیّ فی اختیار النموذج الصحیح للزواج وقدمت بعض الحلول لرفع هذه التحدّیات وفقًا للمبادئ الإسلامیّه.

إنَّ التربیه الجنسیّه فی الإسلام تقوم على نظره الإسلام الکونیّه للعلاقه بین الإنسان والله سبحانه وتعالی، فقد تقبّل الإسلام الرغبات الجسدیّه ولم یسعَ یومًا ما إلى قمعها لکنَّه قد رفض الحریّه المطلقه، بل طالب بالحریّه بشکلها المقیّد؛ من أجل توجیه الرغبات وتحدید مسارها وسیاقها الصحیح. والغرض من هذه الدراسه هو التحقیق فی وضع استراتیجیّات لحمایه الأبناء من المخاطر الجنسیّه فی الفضاء المجازیّ السیبرانیّ، وأمّا منهج البحث فهو تحلیلیٌّ وصفیٌّ. توجد للغریزه الجنسیّه مکانه مهمّه بین سائر الغرائز والدوافع؛ إذ هی تسبّب تغیّرات أساسیّه فی الحیاه الفردیّه والاجتماعیّه، هذا وإنَّ الدین الإسلامی لم یترک أیًّا من حاجات الإنسان دون تلبیتها. أمّا المشاکل الشائعه المتعلقه بالتربیه الجنسیّه فی الفضاء السیبرانیّ، فهی الترویج للمواد الإباحیّه وانتشار الانحرافات الأخلاقیّه فی المجتمع، ومن بین الاستراتیجیّات القائمه علی المبادئ الدینیّه فی حلّ المشاکل الشائعه حول التربیه الجنسیّه هی تعزیز صفه الحیاء ورفع مستوی الإیمان، وخلق جوٍّ عاطفیّ فی الأسره، ومراقبه الأدوات والأجواء المتعلّقه بالأبناء، وتوفیر التربیه السلیمه الجنسیّه فی الوقت المناسب، وإثراء أوقات الفراغ، والتدابیر التعلیمیّه والتربویّه التی تشمل منع إثاره المشاعر الجنسیّه قبل أوانها، وتکوین الشخصیّه المتزنه، والتدریب علی الاستخدام الصحیح للفضاء المجازیّ والسیبرانیّ والشبکات الاجتماعیّه، هذا کلّه من جهه، ومن جهه أخرى - وفقًا لنتائج بعض الدراسات - فإنَّ قلّه وعی أولیاء الأمور بالطریقه الصحیحه للتربیه الجنسیّه لأبنائهم واستحیاءهم فی الإجابه علی المسائل الجنسیّه قد تسبّب لهم حدوث انحرافاتٍ ومشاکل فی هذا المجال.