یتمثّل جمال العمل الأدبی وخاصه الشعر الحرّ فی تماسک أجزائه شکلاً ومضموناً لیظهر أمام القارئ کبناء متماسک بوحدات متناسقه من البدایه مروراً بالوسط وحتى النهایه. إنّ الوحده العضویه من أبرز القضایا التی أثیرت بعد ظهور الشعر الحرّ ومن أهمّ مکوّناتها هی الحبکه السردیه. یقوم الباحثون فی هذا المقال بدراسه الوحده العضویه ودور الحبکه السردیه فی إیجاد الترابط والتلاحم العضوی والتماسک بین أجزاء النص الشعری من خلال المقارنه بین رائدَی الشعر الحرّ العربی والفارسی بدر شاکر السیّاب ومهدی أخوَان ثالث، اعتمادا على المنهج المقارن الذی یستمد من المدرسه الأمیرکیه. یرید الباحثون أن یبیّنوا کیف استخدم کلا الشاعرین من هذه العناصر ومن أهمّ نتائج البحث أن الحبکه السردیه فی شعر أخوَان ومن ضمنها العقده والحل تظهر بشکل أکثر نجاحاً فی خدمه الوحده العضویه إذ إن شعره یکون فی مسار خطی واضح معتمداً على العقده والحل ویتبع التسلسل المنتظم للأفکار ویبدو أن غناء تراث الشعر القصصی الفارسی له أثر فی هذا الأمر.
علم النفس الإیجابی هو الدراسه العلمیه للأداء النفسی الوظیفی الإنسانی المثالی وهو علم یرکّز على مکامن القوه والقدرات بدلاً من نقاط الضعف والاضطرابات النفسیه، والتوقف عند المعوقات. یدرس مارتن سلیجمان العواطف البشریه فی ثلاث مراحل، وهی: الحاضر (السعاده، والمرح، والتلهّف، والاشتیاق والانسیاب)، والماضی (الرضا، والسرور، والفخر والاعتزاز) والمستقبل (التفاؤل، والثقه، والأمل والإیمان). یعتقد سلیجمان أنه عندما یقوم المرء بمراجعه عواطفه وتجاربه واضطراباته فی فترته الراهنه ویقارنها مع الماضی والمستقبل، فهو فی الوقت الذی یشعر بالهدوء والأمان والسعاده والرفاهیه فی وقته الحاضر، فعلیه أن یشعر بالرضا والارتیاح والفخر والاعتزاز مقارنهً بالماضی، وأن یشعر بالأمل والتفاؤل والإیمان بالنسبه للمستقبل. إن هذه الورقه البحثیه تهدف إلی أن قراءه النصوص الأدبیه فی ظلّ اتّجاه علم النّفس الإیجابی، یجعل من الممکن تطبیق الاستنتاجات؛ ومن هذا المنطلق تناول البحث هذه التجربه فی أشعار حافظ التی تُعتبر تجسیداً شاملاً للتجربه البیولوجیه والروحیه للمجتمع الإیرانی. أما الفضائل الأخلاقیه التی أخضعت للدراسه فی هذا البحث، فیمکن الإشاره إلى الحکمه والمعرفه والسمو، کما أن البهجه (السرور) والأمل والرضا والسعاده فهی من القدرات التی تمت دراستها فی هذه العجاله وکل ذلک تم تطبیقها بناءً على أدلهٍ وشواهدَ من دیوان حافظ الشیرازی. وتظهر نتائج هذه الدراسه أن قراءه الأعمال الأدبیه من خلال منهج العلوم المعرفیه تجعل النصوص أکثر عرضه للفهم والاستیعاب کما تجعلها أکثر أداء فی حیاتنا الیومیه.
إن الحب هو أحد المفاهیم والمدلولات الرئیسه فی الأدب الفارسی. یفضّل فرید الدین العطار النیسابوری ومولانا جلال الدین الرومی، باعتبارهما من أقطاب العشق الصوفی فی الأدب الفارسی، ضرامَ الحب واتّقاده على العناء الناتج عن الزهد والتقشّف. یهدف هذا المقال إلى دراسه موازنه بین سمات العاشق والمعشوق فی غزلیات الشاعرین وتحلیلها وذلک وفقا لدراسه إحصائیه لمائه قصیده غزلیه للشاعرین لتبیین الأبیات التی رأینا فیها وجوه الاشتراک والافتراق بین الشاعرین. والمنهج الذی اتبعه الباحثون هو الوصف والتحلیل. وتشیر نتائج البحث إلى أنه بالرّغم من الاختلاف بین نظره مولانا والعطار إلى الحب إلا أن مولانا قد تأثّر بالعطّار تأثّرا بالغا ولکنه إلى جانب ذلک یتمتّع شعره بإبداعات وفیره بخرقه للمعاییر. فالعطار فی أوصافه للحب بدل أن یتطرّق إلى السمات الصوفیه والمعنویه للعاشق ولا سیّما المعشوق فإنه یرکّز على الأوصاف الجسدیه والظاهریه حیث یواجه القارئ تکرارا أکثر للأوصاف الجسدیه. غیر أن مولانا جلال الدین فی غزلیاته یعرض السمات الصوفیه للمعشوق على وجه التحدید بحیث نجد أن أبیات الشاعر تصطبغ بصبغه التصوّف ویشعر القارئ أن هذه الأوصاف هی رموز ودلالات لوصف ظواهر المعشوق.
إن سرّ الخلق ونشأه الکون قاد الإنسان إلى عالم الأساطیر للعثور على الإجابه المطلوبه. یقسم الباحثون، أساطیر الخلق إلى فئتین عامتین. أساطیر "علم الکونیات" أو "الکونیه" التی تصف بشکل رمزی خلق العالم وأساطیر "الأصل" التی ترکز على أصل ونشأه وظهور النباتات والحیوانات والبشر وما إلى ذلک ... ومن أکثر الأساطیر الکونیه شهرهً عالمیاً هی أسطوره "النور" و"الظلام" والتی لها صله خاصه بالأدب الصوفی والعرفانی. یعتبر سهراب سبهری شاعرا عرفانیا یحضر وقائع وأحداث الخلق فی شعره. ففی الشهود العرفانی للفئه الأولى، یلتفت الشاعر إلى کل من "الأسطوره الکونیه" و"أسطوره الأصل" معاً، ولکن فی الفئه الأخرى نواجه "أسطوره الأصل" فقط. یقوم هذا البحث بدراسه "هشت کتاب" (ثمانیه کتب) لسهراب سپهری، معتمداً المنهج الوصفی التحلیلی. کما تناول البحث الشهود العرفانی لسبهری من منظور النقد الأسطوری القائم على أسطوره النور والظلام، لیتمکّن من الإجابه على بعض الأسئله التی یطرحها الباحثون فی مجال الوجود والکون والخلق.
"الزحاف" باللغه العربیه یعنی الابتعاد عن المبدأ وبمعنى زحف الطفل. وفی اصطلاح علم العروض العربی، یطلق على خیارات متعدده تسهّل على الشاعر العربی عملیه إنشاد الشعر. وفی الشعر الفارسی، یطلق على أصول ومبادئ لا مفرّ منها تقریباً، وعلى الرغم من صعوبه الالتزام من قبل الشاعر الفارسی إلا أنها جعلت الشعر الفارسی أکثر إیقاعاً وتناسقاً من الشعر العربی، لدرجه أن ید الشاعر العربی أکثر انفتاحاً فی اختیاره للکلمات من الشاعر الفارسی. حاول هذا البحث من خلال مصادر عروضیه فارسیه وعربیه وهی متوفره فی المکتبات، استخراج قواعد الزحاف وأسبابها من کتب العروض العربی المختلفه ومقارنتها مع قواعد العروض الفارسی. وقد توصّل البحث فی هذه المقارنه، إلى أن الشعراء الفرس لا یمکنهم اتباع عروض الشعر العربی على الإطلاق، لذلک ابتکر علماء العروض الفارسی قواعد جدیده مستمدّه من الشعر الفارسی، وبما أن العروض الفارسی لیس بعیداً عن العروض العربی، فلیس من الضروره بمکانٍ ابتکار آلیه جدیده لوزن الشعر الفارسی.
تزامناً مع نشر الصحف، تأسّس فرع جدید عن أدب الفکاهه تحت عنوان الفکاهه الصحفیه، وهی معرّضه للتغیر والتطوّر حسب التطورات السیاسیه والاجتماعیه والثقافیه ولا ثبات لها فتتوقف حیناً وتُعلّق حیناً آخر. وکانت إیران فی فتره الخمسینیات للتقویم الهجری الشمسی من الدول التی واجهت مصاعب کثیره من حیث الفقر والتوزیع غیر المتساوی للدخل من بین دول العالم الثالث. یسلّط البحث الحالی الضوء على أسباب الفروق الطبقیه فی المجتمع الإیرانی فی فتره الخمسینیات للتقویم الشمسی لدراسه النشاطات الصحفیه التی قام بها أبوالقاسم حالت فی تلک الفتره. کما قام البحث باستخراج أشعار قاسم حالت الفکاهیه فی صحف تلک الحقبه لدراستها معتمداً المنهج الوصفی التحلیلی. تشیر نتائج البحث إلى أن "أبا القاسم حالت" اتخذ خطواتٍ هامّه لإصلاح وتقویم المجتمع بتطرقه إلى مشاکل الشعب والمجتمع، وعدم المساواه، ونقد السلطه الحاکمه، وتفوق العلاقات على المعاییر، والفجوه الاجتماعیه وإشاعه الفساد الاجتماعی، وعبر استخدامه اللغه البسیطه والسهله والمصطلحات المتداوله بین الناس. وقد تسبّب بنقده الساخر فی إحداث تطورات فی الأوضاع الاجتماعیه والثقافیه للمجتمع الإیرانی فی فتره الخمسینیات.
