إن الأدب المقاوم یندرج ضمن الأدب الملتزم و من شأنه أن یعبر عن مساوی الاستبداد الداخلی أو الاحتلال الخارجی، بغیه إذکاء روح المقاومه بالوعی و الفهم للقضیه التی یدافع عنها و هو یحث الناس على الکفاح و التضحیه من أجل التخلص من نیر المستبدین و المحتلین. فاروق جویده هو شاعر معاصر مصری ولد عام 1945 فی محافظه کفرالشیخ، و هو حریصٌ فی کتاباته و مواقفه على الالتزام بقضایا الأمه لاسیما القضیه الفلسطینیه، و یعتبر واحداً من أبرز الشعراء المجیدین فی مسیره الشعر العربی المعاصر بشکل عام و فی مجال المقاومه و الصمود بشکل خاص. لم یأخذ هذا الشاعر المفکر حقه من الاهتمام فی حقل الدراسه و التحلیل، و بالطبع هذا المقال لایتسع لإعطاء هذا الرجل ما یستحق من البحث و التدقیق؛ لذا یجب علی المرء أن یقتنع بذکر ما یسمح المقام، علی أمل أن یکون هذا المقال تمهیداً للفت انتباه الباحثین و الدارسین لذلک. إن اهتمام فاروق جویده بالقضیه الفلسطینیه یتمحور حول الحب بالنسبه إلى القدس، رفض السلم المبنی على الخنوع، الدعوه إلى الکفاح، أطفال الحجاره، الدین عامل الوحده، و التطلع إلی مستقبل واعد.ونرى الشاعر فی هذا السبیل یستعین لتحقیق مآربه بالوسایل التعبیریه وعلى وجه الخصوص الرمز الذی لایخرج علی رؤیته الإسلامیه و التناص القرآنی، و النقطه اللافته الأخرى متمثله فی عدم استخدام الشاعر أسلوب الفکاهه فی قصایده إطلاقاً. یسعى هذا المقال على أساس المنهج الوصفی -التحلیلی إلى بلوره و استعراض مظاهر المقاومه الفلسطینیه التی ارتکز علیها الشاعر فی التعبیر عن موقفه من هذه القضیه.