الحضارة تعنی التقدم الشامل بما فیه العدل والعلاقات والمعاملات والثقافة بین الاثنین، وکل حضارة تعرض ما تمتلکه علی حضارات أخری عن وعی أو غیر وعی، وما یفتح الحوار بین الحضارات هو علاقة بعضها ببعض، أو تلاقیها عبر الفتوحات والحروب کما وقعت فی التاریخ وصورتها النصوص الأدبیة حینا بعد حین. صورولوجیا علم یقوم بعرض صورة بلد ما، أو أمة ما، أو شعب ما، حیث یعین الباحث علی أن یکتشف الصور التی عرضتها، ومن مکونات هذا العلم، هی: صورة الآخر التی تقابل الأنا التی تتکلم عن الآخر ویصوره. یعتبر بهاء طاهر روائیا مصریا معاصرا خصص قسما من روایته ""واحة الغروب"" بعرض جدلیة ثلاثیة بین الأنا (الحضارة المصریة)، والآخر (کل من الحضارات الیونانیة المتمثلة فی الإسکندر المقدونی والفارسیة المتمثلة فی دارا)، ویتکلم علی لسان الآخر حول المصریین (الأنا الجمعیة) ثم الفرس ودارا ملک الفرس وجیشه (الآخر السلبی). یتناول هذا البحث بالکشف عن الصور المعروضة لکل من الإسکندر المقدونی والمصریین والفرس فی روایة ""واحة الغروب"" لبهاء طاهر؛ وذلک عبر الحوار بین الشخصیات الروائیة، معتمدا علی المنهج الوصفی- التحلیلی، والتاریخی، والنتائج تقول بأن الآخر الغربی الإیجابی یتجلی فی شخصیة الإسکندر، والروائی قد عرض منه صورة ذات فضائل إنسانیة یحبه المصریون وهو فی أنانیته یوحد العالم بعد محاربة الفرس.