أصبحت العلاقة بین الدولة العباسیة والإمبراطوریة البیزنطیة خلال أیام الرشید عدائیة أکثر من ذی قبل. من ناحیة أخری کان التفاهم الذی توطّد بین العباسیین والفرنجة من أهم الاسباب التی حالت بین البیزنطیین وبین مواصلة العدوان بخوفهم من تعاون الطرفین علیهم والذی لم یختف بوفاة الرشید؛ بل ظلت أواصره معقودة حتی أوائل عصر المأمون. خلف شارلمان الکبیر، أباه ببین القصیر علی عرش فرنسا، وعلاقته مع القسطنطینیة غیر حسنة علی ما کانت علیه فی عهد والده. وأراد البابا أن یستفید من قوة شارلمان. ولذا رغب البابا فی تتویج شارلمان فدهنه بالزیت المقدس وألبسه تاج الإمبراطوریة فی أواخر القرن الثامن. وکان شارلمان مضطراً للحفاظ علی علاقات دبلوماسیة مع بغداد، إذ کان لهما عدوّ مشترک وهو الدولة الأمویة فی الأندلس. فشارلمان لم یتقرب إلی الرشید ولم یجب هذا طلبه ویبادله الصداقة و المودة إلّا إذا إقتضت مصالحهما السیاسیة. هذه الأمور وعوامل أخری ساعدت علی استئناف الصلات بین الخلیفة هارون الرشید وشارلمان الکبیر.