إن ما یعرف بالمفعول المطلق فی الأعمال النحویه یطلق على المفعول المطلق الاصطلاحی، أی المصادر المفرده المنصوبه المشترکه مع الأفعال فی أصلها بتوظیفات توکیدیه أو عددیه أو بیان نوع أو ما ناب مناب الفعل. ویبدو أنّ الجار والمجرور الذی له فاعلیه المفعول المطلق قد تعرّض للجهل والغفله؛ وهذا ینبعث من أنّ نزعه النحو العربی نزعه إلى الإعراب واللفظ. ویکفیه فی تحدید دور الجار والمجرور بتعلیقهما وترتیبهما إلى عامل فعلی أو شبه فعلی. هذا ویمکن تعیین دور إعرابی للجارّ والمجرور، علاوه على ما یکون لهما دور الخبر والصفه والحال. وتنوی هذه المقاله بمنهج وصفی تحلیلی، بیان ثنائیه صوره المفعول المطلق معتمده على نماذج قرآنیه وغیرها؛ والصورتان هما: المصدر المفرد المنصوب، وهو معروف عند النحاه بالمفعول المطلق، وهذا هو القالب السائد؛ والأخرى وهی أقلّ استعمالا تلک التراکیب التی تتألّف من الحرفین: الباء و الکاف والمصدر المجرور من أصل الفعل، وذلک بشروط ومعاییر محدّده. ویمکن تحدید دور إعرابی معین لکثیر من الجار والمجرور المستعمل فی الجمله. وهذا باعتبار المعنى والتحاشی من الاتجاه الإعرابی.