من أهمّ الإتّجاهات الحدیثة التی یمکن من خلالها إلقاء الضوء علی النّصوص عامّة والنصّ القرآنی الشّریف خاصّة برؤیة لغویّة هو الأسلوبیّة أو علم الأسلوب والذی ینوی التّعرف علی کیفیّة إستخدام لغةٍ ما فی نصٍّ ما. وللأسلوبیّة مناهج متعدّدة منها الأسلوبیّة الإحصائیّة والّتی تقوم علی أساس الإستفادة من الإحصائیّات فی خدمة اللغویات حیث یؤدّی إلی نتائج أسلوبیّة دقیقة فی النصوص أیّا کان نوعها. إحدی هذه المناهج الأسلوبیّة الإحصائیّة، نظریة الثّروة اللفظیّة لجانسون مستندة بإحصاء المفردات المنفردة فی نصٍّ ما للتعرّف علی ثروتها المعجمیة. علی هذا تقارن المقالة هذه، بین سورة مکّیّة وأخری مدنیّة کنموذجین و تدرسهما دراسة أسلوبیّة إحصائیّة وفقاً علی نظریة جونسون لتبیّن علی منهج توصیفی – تحلیلی، تجریب هذا المنهج الأسلوبی الإحصائی فی الدّراسات القرآنیّة أوّلاً وتبیّن التّفاوت المحتمل بین السور المکّیّة والمدنیّة فی الثّروة اللفظیّة ثانیاً. إذن تتناول هذه الدراسة میزات أسلوبیّة للسّورتین المکّیّة (طه) والمدنیّة (النّور) فی الخطوة الأولی لبحث أوسع وتحلّل الثّروة اللفظیّة فیهما عن طریق قیاس غناء المفردات ثم یغنی البحث بمقارنة الحقول الدلالیة بین السّورتین بناءاً علی نتائج التّنوع اللفظی ومن نتائج البحث أنّ الثّروة اللفظیّة فی السّور المکّیّة و المدنیّة لاتختلف إختلافاً ملحوظاً رغم الإختلاف الموضوعی؛ وأنّ الحقول الدّلالیّة المعنیة بالإجتماع والأحکام فی السّورة المدنیّة والحقول الدّلالیّة المعنیة بالإعتقادات فی السّورة المکّیّة یمکن إثباتهما بمساعدة النّتائج الحاصلة من إحصاء الثّروة اللفظیّة.