یعتبر أدب المقاومة، أدب المعبّر عن الذات الجمعیة والهویة للحفاظ علی القیم العلیا، وتدعو إلی مواجهة الظلم والقهر الداخلی، وبما أن الأدب صورة حیة للحرکات الاجتماعیة والسیاسیة، لذلک یُری أنّ الأدباء یستخدمون الفن للإسهام فی إذکاء روح المقاومة، وإن کان للشعر مرکز الصدارة فی أدب المقاومة، ولکن جاءت القصة والروایة منسجما فی ذلک مع التطورات الاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة التی تجتاح المنطقة العربیة؛ من هؤلاء الروائیین، الکاتب بهاء طاهر( 1935م ) المصری الذی یحاول تغلغل المقاومة فی سلوکیات الحیاة الیومیة للأفراد فی مواجهة الظلم داخلیا أو خارجیاً فی أثره الرائع «شرق النخیل» الذی صدر سنة (1985م)، وترکّز علی نقد العلاقات الاجتماعیة والاختناق السیاسی المتردّی الذی یعیشه المجتمع المصری، وبما أنّ المقاومة والنضال من الدوافع الأولی التی تناول فیها الکاتب، لذلک أتی بمظاهر المقاومة المختلفة مثل التحدی، الدعوة إلی المقاومة، انطلاق التظاهرات والاعتصامات، والصمود و... ویرسم فیه الشعب المصری والفلسطینی اللذین یعیشان فی ظروف قاسیة ولکنهما یثوران ویحملان أشدّ المعاناة، ومن أهمّ النتائج التی وصلت الیها المقالة هی أنه یعرّی المحتلّ الصهیونی الذی یتظاهر بالدیمقراطیة والتعامل الحضاری من قیمته ویفضحه بأعماله الهمجیة الوحشیة. تبرز ظاهرة المقاومة معلما واضحا من معالم روایة شرق النخیل، ونحن فی هذه الدراسة نحاول أن نأتی بمظاهر المقاومة المختلفة وأنواعها بالتفصیل، وقد أُعتمدت المقالة علی المنهج الوصفی-التحلیلی.