یُعدّ الشاعر السیاسی أحمد فؤاد نجم من أبرز شعراء الفکاهة فی مصر. اکتست فکاهته ثوباً سیاسیاً واجتماعیاً حیث وظفّها کبوقٍ أعلن من خلاله عن مواقفه الصارمة والصلبة حیال الأنظمة العربیة الفاشلة بنبرة صارخة حتّى اشتهر فى الأوساط الأدبیة بشاعر السیاسة. تمتاز فکاهة أحمد فؤاد نجم اللّاذعة بمیزتین أساسیتین: أوّلاً من حیث الدلالة أنّها تحمل فی طیاتها معانی ثوریة تندّد بالأنظمة السیاسیّة والاجتماعیة فی العالم العربی. ثانیاً ومن حیث الصیاغة فإنّها صیغت بلغة ناریة ولهجة شدیدة عارمة تنقضّ على الأنظمة التی خانت قضایا الشعوب العربیّة کالصاعقة. إنّ الموضوعات الّتی تناولتها سخریة أحمد فؤاد هی: نقد الأوضاع الاجتماعیة والحکومات العربیة وعمّالها ورجال الحکم والسیاسة وذمّ التدخل الأجنبی فی الشؤون العربیة ونقد الظروف السیاسیة والاقتصادیة المتردیّة والحثّ على مقارعة الظلم ومکافحة الظّالمین. یرمی هذا المقال إلی دراسة وتحلیل الفکاهة السیاسیة للشاعر المصری أحمد فؤاد نجم بالاعتماد على منهج الوصفی _ التحلیلی مستخدماً الأسالیب العلمیة ومناهج البحث المتّبعة فی الموضوعات الأدبیة. ومن أهمّ النتائج التی تفیدها هذه الدراسة هی أنّ أحمد فؤاد نجم وظّف الفکاهة لنقد الأوضاع السیاسیة والاجتماعیة التی تحکم الساحة المصریة وتستهدف تحسین ظروف حیاة الشعب المصری ونیل الحقوق والحریات المدنیة فی ظلّ دولة دیمقراطیة تحترم حقوق الأفراد والشعب ولذلک سمّی بشاعر السیاسة والفکاهة المریرة.