لقد کان للإبل أهمیة بالغة وشأن عظیم فی حیاة العرب القدامى، وقد نرى صدى ذلک فی لغتهم حیث وضعوا للدلالة على هذا الحیوان وما یتعلّق به من آلات وأدوات مفردات کثیرة أدّت إلى توسیع نطاق هذا الحقل الدلالی توسیعاً لافتاً، فلا بدع أن نشاهد فی نهج البلاغة أیضاً حضور هذه المفردات واستعمالها بأسالیب أدبیّة بلاغیّة. تنوی هذه الدراسة بمنهج وصفی تحلیلی أن تعالج دلالات وأسالیب استعمال الألفاظ الدالّة على أعضاء الإبل التی وردت فی نهج البلاغة وما أبدعه الإمام فیه بواسطتها من أغراض ومعان وتعبیرات، وقد حصلنا على نتائج لافتة؛ منها أنّ الإمام وظّف هذه التعبیرات توظیفاً مجازیّاً لیفید أغراضاً تدور حول الإسلام والعقیدة وأهل البیت والعبادة والحثّ على الجهاد فی معظم الأحایین بغیة أن یجسّد للمخاطبین تلک المفاهیم عبر تعبیرات وألفاظ مأنوسة یلمسونها فی حیاتهم.