یعدّ أدب المقاومة مظهراً للضمیر الیقظ المتصدّی لتعسّف الأعداء والمطالب بإعادة الحقوق الإنسانیة المغتصبة، وردَّ فعلٍ جماعی أمام هیمنة الظالمین، سواء کانوا من داخل البلاد أو خارجها. لقد شهد العراق فی العقود الأخیرة سنوات سوداء استفحلت فیها سیاسة الرعب، والکبت، والتنکیل، ورزح تحت وطأة حروب طاحنة أذکى نیرانها النظام البعثی البائد، هذا بالإضافة إلى الهجوم الأمیرکی الغاشم والعقوبات العالمیة المفروضة التی لم تثقل إلّاکاهل الشعب العراقی البائس، ممّا مهّد لظهورأدب المقاومة وبروز شعراء مناضلین عراقیین فی العراق والمنفى. ومن هؤلاء، الشاعر المعاصر عدنان الصائغ (ولد 1955م). حیث تتکوّن مادّته الشعریة من: صرخات الاعتراض تجاه الظلم البعثی والاحتلال الأمیرکی وغطرسة قوى الاستکبار العالمی، ونداءات التضامن مع الحرکات الشعبیة، والدفاع عن الشعب الفلسطینی المظلوم. وهذا المقال هوعبارة عن محاولة لاستجلاء مظاهر المقاومة فی شعر الصائغ ضمن أسالیبه البیانیة وذلک فی إطار وصفی- تحلیلی. حیث نراه یوظّف شتى الأسالیب من أجل البوح بما تجود به قریحته الشعریة، ومن تلک الأسالیب: استدعاء الحوادث الدینیة والتاریخیة، واستخدام قناع بعض الشخصیات التاریخیة، والقصائد القصصیة، وعنصر الحوار، والفکاهة والسخریة والرموز الطبیعیة.