الأدب بحاجة ماسة إلى التجدید والإبداع للخروج من حالة الجمود والرتابة ویجب أن تکون هناک صلة وثیقة بین التجدید والتراث الثقافی، بینما یتمتع هذا التجدید بإیجابیات الثقافات الأخرى ویوفر أرضیة لخلق الأجناس الأدبیة الجدیدة؛ لذلک هذا النوع من التجدید معقول وإیجابی. یعتبر حدیث عیسی بن هشام لمحمد المویلحی من أبرز الأعمال الأدبیة الجدیدة التی صدرت فی أواخر القرن التاسع عشر. هذا الکتاب تجدید فی حدود المعقول واستطاع أن یوفر أرضیة مناسبة لخلق أجناس أدبیة حدیثة کالروایة والقصة ومن الصعب إدراجه تحت جنس أدبی واحد، لأن الکتاب یجمع بین سمات الأدب العربی القدیم والأدب الوافد الغربی والمویلحی لم یلتزم فیه التزاماً تاماً بشکل من الأشکال الأدبیة التقلیدیة والوافدة؛ لهذا یعتبر هذا الکتاب باکورة القصة والروایة فی الأدب العربی الحدیث. یدرس هذا المقال حدیث عیسی بن هشام ویعالجه من حیث المضمون حتی یمیز جوانب التراث فیه من جهة ومعالم التجدید من جهة أخری. والنتائج تدل علی أن المویحلی استلهم فی تألیف الکتاب التراث العربی (کالمقامات مثلا)، کما استلهم القصه والروایة الغربیة. إذن لهذا الکتاب صلة وثیقة بالمقامات کما له بعض الشبه بالروایة والقصة.