إنّ دراسة المدینة کدراسة نقدیة حظیت باهتمام کثیر منذ نهایة القرن الثامن عشر، والمدینة باعتبارها إمّا واقعیة وإمّا خیالیة مثل المدینة الفاضلة أو أرض الأحلام تعدّ من أهمّ البنیات داخل التقنیات السردیة فی روایة القرن العشرین. أمّا فی الفن الروائی، فلعلّ المدینة تعدّ من أهمّ البنیات داخل التقنیات السردیة الحدیثة باعتبار أنّ وعی البطل یتشکل ویتطور داخلها متفاعلا معها ومتأثراً بها وکاشفاً لها فی کثیر من الأحیان.
وتهدف هذه المقالة إلی تقدیم معاییر نظریة جورج ولز الإنجلیزی فی الیوتوبیا وتطبیقها علی روایة ""أصابعنا التی تحترق"". وقد توصلنا فی هذا البحث أنّ سهیل إدریس سعی فی ""أصابعنا التی تحترق"" أن یخلق صورة مدینة فاضلة وفق وجهة النظر الاشتراکیة مثل المعاییر الولزیة لذلک یری أنّ الحب، والأمن، والقانون، واستخدام المال فی الطریق الصحیح، وتکریم المرأة یجب أن تسود البلاد العربیة لکی تقترب من المدینة الفاضلة المنشودة.