الوحدة فی دین الإسلام المقدس من أهم الأمور الإجتماعیة التی تیسر التخلص من أنواع التبعیة و النجاح فی إصلاح شؤون المجتمع، وتسهل للمسلمین المقاومة أمام أی نوع من مؤامرات الأعداء و هجماتهم. و بما أن الإسلام دین المحبة و الأخ وّة، یدعو الناس إلی الوحدة الشاملة التی لایمکن الحصول علیها إلّا برفع التنازع و الشقاق، وترک العصبیات و الخلافات، و إزالة الأوهام، و الإبتعاد عن إثارة ما مضی فی أعماق التاریخ من ضغائن وعداوات. وفضلاً عن ذلک فإن للوحدة مع أهداف عالیة أهمیة کثیرة بحیث أنّ المصلحین الکبار طوال تاریخ الإسلام خطوا فی هذا الطریق الخطیر متابعین للقرآن الکریم والسیرة النبویة، و حاولوا لتشکیل الصلات الدینیة الوثیقة و الأخوّة العاطفیة العمیقة بین المسلمین. هذه المقالة تقوم بدراسة الوحدة الإسلامیة و تقییمها من الجوانب المختلفة. بدایة ن تحدث عن العلاق ة الثنائیة بین الإسلام والأمة، ثم نستمر البحث فی مواصفات الوحدة وآفات الفرقة من وجهة نظر الشارع المقدس. وتنتهی المقالة إلی بیان عناصر الوحدة الحاسمة و الدور الکبیر للقائد الذی یسبّب الحیاة و النشاط فی بناء المجتمع المتقدم.