لعل الشعراء أو الأدباء إذا خاضت أفکارهم فی موضوعات ماوراء الطبیعة تنعطف أشعارهم علی العرفان و الزهد. إنّ تأملاتهم فی الموت باعتباره قرینا دائما للحیاة و وجهات نظرهم إلیه، تعدّ من المباحث التی لها مکانة خاصة فی الادب العالمی بمختلف مجالاته. إن هذا الموضوع تجربة مشترکة بین المجتمعات الإنسانیة و لکن القرابة و العلاقة التاریخیة التی نجدها بین الشعبین الإیرانی و العربی و کذلک وجود معالم من الأفکار التقریبیة بینهما، بعثتنا إلی الموازنة بین الشعبین الإیرانی و العربی و کذلک وجود معالم من الأفکار التقریبیة بینهما، بعثتنا إلی الموازنة بین الشاعر الإیرانی السنائی و الشاعر العربی أبی العتاهیة فی مجال الزهد و ذکر الموت. عمدنا إلی هذه المقارنة بسبب التشابه الموجود بین عصری الشاعرین و تأثرهما العمیق بالعوامل الروحانیة و ماوراء الطبیعة التی تبعث فی ضمیر الشاعر ثورة عظیمة. کما وبإمکاننا أن نتحری ما للثورة الروحیة و النفسیة من التأثیر فی أساس نظمهما و البنیة الرئیسة لأفکارهما و ما بینهما من ردود الفعل المتشابهة نسبیا.
