یتمّثل أحد التقالید الأدبیه غیر المکتوبه فی أنّ بعض القصائد تُروى وتتوسع تدریجیاً عن طریق نسبها إلى أعلام الأمه أو حضاره معینه. فی غضون ذلک، هناک قصائد مرت بکافه أنواع التغییرات - زیاده أو نقصاناً أو تغییراً - لأسباب سیاسیه أو اجتماعیه أو أیدیولوجیه مختلفه. تتجاوز هذه القصائد تدریجیاً نطاق الخطاب اللغوی وتدخل مناخ الأیدیولوجیا وتلعب أدوارها عبر التاریخ. إحدى هذه القصائد مرثیه منسوبه إلى السیده فاطمه (س) والتی لعبت أدواراً مختلفه فی سیاقات تاریخیه واجتماعیه مختلفه. فی هذا المقال، حاولنا تحلیل هذه المرثیه من خلال فحص المصادر التاریخیه والأدبیه والروائیه للعصور القدیمه والوسطى والحدیثه، ووضع تغییراتها الهامه أمام أعین الجمهور. من خلال هذا التحلیل، سنقوم بعرض نطاق التأثیر الأیدیولوجی لهذه القصیده لتبیین کیفیه نقل الشعر فی سیاق تاریخی من الوظائف العاطفیه إلى الوظائف الأیدیولوجیه. لقد حاولنا کذلک تقییم الشعراء المحتملین الذین نظموا القصیده، لإظهار أنّ هذه المرثیه هی على الأرجح إحدى قصائد هند بنت أثاثه، وقد نُسبت تدریجیاً إلى أشخاص مثل السیده فاطمه الزهراء (س).