تنقسم الجمله فی اللغه العربیه اعتماداً على صدرها الأصیل إلى الاسمیه والفعلیه، أما الجمله الاسمیه فهی التی یتصدّرها اسم بالأصاله؛ وفی المقابل لها الجمله الفعلیه، وهی التی یتصدّرها فعل بالأصاله. ولکلّ واحد منهما دلاله خاصه. بما أنّ "کان" وأخواتها تلعب دوراً هاماً فی اللغه العربیه من جهه الاستخدام، فقد تطرّقنا إلى دراسه الجمل المصدّره بها؛ لنبیّن هل هذه الجمل اسمیه أم فعلیه؟ فاسمیه هذه الجمل أو فعلیتها من القضایا المهمه التی تجب معرفتها، ولا سیّما بعد أن وجدنا بعض النحویین یعُدّونها اسمیه، کما هو الحال فی الکتب النحویه التعلیمیه المعاصره. فأهمیتها مِن أهمیه إعراب الجمل نفسه؛ إذ یحتلّ مکانه مرموقه ودرجه عالیه فی اللغه العربیه، کما تبرز أهمیتها أیضاً فی تقدیم المنهج العلمی المدقّق لإعراب "کان" وأخواتها. بناءً على ما تقدّم، یهدف هذا المقال إلى تبیین الرأى السدید الراجح فی هذا المجال، کما یهدف الى کشف اللبس الذی حصل من جرّاء ذلک، ویقدّم منهجاً علمیا ینبغی أن یُتبَع فی إعراب الجمل المصدّره ب "کان" وأخواتها. ولقد بذلنا جلَّ جهودنا فی إثبات أنّ المیزان فی انقسام الجمله إلى الاسمیه أو الفعلیه هو صدرها، معتمدین على آراء النحاه، ومبدئین الرأى فی هذه المسأله، بالاستناد إلى الأدله والشواهد المعتبره. فانکشف لنا من خلال البحث أنّ الجمل المصدّره ب "کان" وأخواتها فعلیه، لا اسمیه لعدّه أسباب، أهمّها: قبولها علامات الأفعال، ووجود الإسناد المعنوی، ووقوعها بعد أدوات الشرط، ومسأله السهوله فی التعلیم ودلاله النسخ. وسنشیر إلى ذلک کلّه فی هذا المقال بصوره تفصیلیه.