یُعدّ النصّ وحده لغویه کبیره تفهم الجمله فی إطارها، فالنصّ هو الموضوع الرئیس فی التحلیل والوصف اللغوی. إنّ الترابط أو التماسک النصّی من أشهر خصائص النصّ إذ لا یقوم النصّ إلّا به، فقد أجمع علماء اللسانیات النصّیَّه بوصف التماسک النصّی أساساً فی بناء النصّ وصیاغتهِ. یهدف الترابط النصی إلی بیان تماسک النصّ وانسجامه عبر توظیف أداوته التی من أهمها وأشهرها الإحاله والحذف والتکرار والوصل وغیر ذلک. هذا البحث یتخذ من المنهج الوصفی- التحلیلی وسیله لیتناول عناصر الاتساق فی خطبه الجهاد ویرمو إلی نفض الغبار عن الموروث الأدبی، وإبراز مواطن ومکامن النصّیه فی خطبه الجهاد التی تعدّ من أهمّ الخطب فی تاریخ موروثنا الدینی والأدبی لما فیها من رصانه وقوه واستحکام. ومن النتائج التی وصل إلیها البحث نذکر أنّ عناصر الاتساق فی خطبه الجهاد ساهمت بشکل کبیر فی الربط بین أجزاء الکلام مما أدی إلی ظهور الخطبه فی قمه جمالها وإبداعها اللفظی والفکری وقد استخدمت الأدوات لسدّ الفجوات والثغرات بین سطور الخطبه. وعلی إثر هذه العناصر، قد جاءت الفکره موحده منسجمه لم یطعن فی تماسکها تشتت ولا رکاکه ولولا هذا الربط لما کانت هذه الخطبه بهذه المکانه التی تحتلها الیوم.