تناول البحث آراء بعض علماء اللغه القدامى والمحدثین، ممن أتیح الاطلاع على آرائهم فی مکانه الفضله فی بنیه الجمله العربیه ودورها فی بناء النص. فالجمله عند النحاه العرب هی المسند والمسند إلیه، وبهما تتم الفائده، والفضله من الزیاده التی یمکن الاستغناء عنها عند أغلب النحاه، ونُظر إلیها عند اللسانیین المحدثین عربا وغربیین نظره غیر بعیده عن نظره النحویین العرب القدامى، غیر أن بعضهم قد تحدث عن البعد الدلالی فی بنیه الجمله نفسها، بما توفره المتممات أو الذیل فی الجمله، ویقصدون بذلک الفضله، وهذا وصف یغلق الجمله عن بعدها النصی. لکن المتمعن فی بنیه النص والجمله من ناحیه الدلاله والتداول، یجد أن الفضله عنصر قار فی بناء الجمله، وهو الذی یقود الجمله إلى نصها، ویحدد المعنى المقصود من الجمله، ومن الجمله إلى الجمله یتکوّن النص، وبعض الجمل یکون نصا. فالفضله هی الرکن الأساس الثانی فی بناء الجمله العربیه بعد العمده، أی العمده والفضله أو العنصر الثالث فی بناء الجمله، (المسند والمسند إلیه والفضله)، وهو موجه نصی للجمله؛ وعلیه نسمی الفضله بالموجِّه؛ لأنها توجه الجمله إلى نصها الذی تنتمی إلیه. لم یتناول أحد قضیه موقع الفضله فی بنیه الجمله العربیه کعنصر أساسی. وقد اعتمدنا هذه الدراسه بناء على المنهج الوصفی التحلیلی فی ظل علم نحو النص.