یعتبر موضوع « إنّ » و« أنّ » من المصادیق البارزه للمنهج المعیاری فی دراسه النحو العربی. و یعتقد عامه علماء النحو أنّ « إنّ » و« أنّ » کلتیهما للتوکید، وتکون « أنّ » مصدریه، بینما لا تکون « إنّ » مصدریه أبداً. هدف المقاله هو إثبات أنّ « إنّ »، إضافهً إلى کونها للتوکید، من الممکن أن تأتی مصدریه أحیاناً، وذلک فی وسط الکلام، وأنّ « أنّ » للمصدریه فقط، دون التوکید. ولإثبات تلک المسأله، کان لا بدّ لهذه الدراسه من التعریف بمواضع کسر همزه « إنّ » وفتحها وجوباً وجوازاً، وذلک لرسم صوره واضحه حول الموضوع لدى القارئ. فتناولت الدراسه مواضع فتح همزه « إنّ » وجوباً، حیث اکتفت بضابط تلک المواضع، وهو أن تصلح مع معمولیها لتکوین مصدر مؤوّل، ثم تطرقت إلى مواضع کسر همزه « إنّ » وجوباً، وبعد ذلک ذکرت مواضع جواز الأمرین؛ الکسر والفتح اللتین یظهر فیهما تعسّف المنهج المعیاری فی النحو العربی واضحاً. إنّ المنهج الذی اتبعته الدراسه هو مناقشه آراء النحاه فی نقطتین رئیسیتین، هما: ما هی الأدلّه الموجوده على کون «أنّ» توکیدیه؟ هذا أولاً، وثانیاً إنّ عدم جواز کون «إنّ» للمصدریه لا یقبله واقع اللغه العربیه. وقد اعتمدت المقالهُ على المنهج الوصفی فی دراسه النحو العربی الذی ینصّ على أنّ النحوی یجب أن یصف الظواهر اللغویه لا أن یضع القوانین لها، وکذلک على علم الأصوات الذی ینصّ على العلاقه المباشره بین الصوت والمعنى، غیرَ مستغنیهٍ عن المنهج التحلیلی، وأثبتت عدم وجود أدلّه على کون « أنّ » للتوکید، ولا مانع من کون « إنّ » للمصدریه فی بعض المواضع فی وسط الکلام. وقد أشارت إلى مسأله مهمّه فی هذا الصدد، وهی أنّ مسأله إمکان التأویل وعدمه لیست مهمّه، لأنّها لیست واقعیّه؛ فالمهمّ هو موقع جمله « إنّ » والمعنى الذی یرسمه ذلک الموقع فی الذهن.