الکتابه تعدّ من أهمّ الطرق لنقل الأفکار إلى الآخرین. یختار کلّ کاتب أسلوباً متناسقاً مع أهدافه المطلوبه، لیتأثّر فی ذهن القارئین، ولکن من الممکن، وربّما فی کثیر من الأحیان، على الرغم من مشابهه غرض الکتابه، هناک اختلافات فی الأسالیب المستخدمه من قبل المؤلفین. إنّ الأسلوب یلعب دوراً هامّا فی نقل المحتوى والوصول إلى الغرض من الکتابه؛ لأنّ رغبه القارئین فی قرائه النصّ، تعتمد کثیرا على حسن ترکیب الجمل المستخدمه. الأسلوبیه هی من أهمّ الاتجاهات الحدیثه ولها مناهج متعدّده؛ منها: الأسلوبیه الإحصائیه. هذا الاتجاه یعنى بالکمّ وإحصاء الظواهر اللغویه فی النصّ ویبنی أحکامه بناء على نتائج هذا الإحصاء، وبعباره أخرى تستفید من الکمّ للحصول على الکیف. بمساعده الدراسات الأسلوبیه الإحصائیه نستطیع أن نمیّز بین الأسالیب المختلفه، نحو: الأسلوب العلمی، الأدبی، الخطابی و.... . یتناول هذا البحث دراسه الأسلوبیه الإحصائیه فی نهج البلاغه والصحیفه السجادیه. اخترنا الرساله 74 والدعاء 38 نموذجا ونقارن بین أسلوبهما وفقا لنظریتی بوزیمان وجونسون، خلال المنهج الوصفی-التحلیلی والإحصائی. استنتجنا وفقا لنظریه بوزیمان أنّ أسلوب الصحیفه السجادیه، هو أقرب إلى الأسلوب الأدبی، وأسلوب نهج البلاغه، هو أقرب إلى الأسلوب العلمی، ووفقا لنظریه جونسون، أنّ الثروه اللفظیه للصحیفه السجادیه، هی أکثر منها لنهج البلاغه، ولکن لا تختلف فیهما اختلافا کثیرا وکان هذا الاختلاف بسبب تأثیر الظروف الاجتماعیه.
