إستراتیجیه الخطاب عملیه یقوم بها المرسل لتخطیط الخطاب واستعمال الوسائل اللغویه التی توصله إلى الهدف. تجعل هذه العملیه المرسل یختار فی المستوی الصرفی، البنى الصرفیه المناسبه التی توافق قصده فی سیاق محدّد. من هنا قد یستخدم المرسل البنى الصرفیه فی غیر معناها ویرید بها معنى یدلّ على القصد ویناسب السیاق ویستخدم من أبواب الأفعال ما تنقل الهدف إلى المرسل إلیه بدقّه وسهوله. هذا، وقد أثّر السیاق والهدف على استعمال البنى الصرفیه عند عبد المعطی حجازی فجعلاه یستعمل الأفعال فی شعره حسب ما یقتضی السیاق. یهدف هذا البحث إلى دراسه إستراتیجیه الشاعر حجازی فی توظیف الأفعال للتواصل مع المخاطب والوصول إلى الهدف. وبما أنّ هذا التوظیف یختلف على أساس السیاق، فیعتمد البحث على المنهج التداولی الذی یهتمّ کثیرا بالسیاق وعناصره. أمّا النتائج التی توصّل إلیها البحث فهی خضوع الأفعال لنفسیه الشاعر وسیاق کلامه، حیث تعدل الأفعال أحیانا عن زمنها الأصلی إلى التعبیر عن الزمن النفسی وتحمل المعنى الموافق للسیاق والمقاصد. وإنّ کثره الأفعال الماضیه لدى الشاعر فی حدیثه عن الغربه فی المدینه القاسیه تؤدّی إلى أن یخیّل المخاطب أنّ الشاعر قد أنشد تلک القصائد بعد ترکه المدینه، بینما أنشدها الشاعر خلال عیشه فی المدینه؛ فمن هنا قد یحمل الفعل الماضی معنى یوافق مقاصد الشاعر ونفسیته فی السیاق المحدّد. وکذلک قد انحرف الشاعر عن استخدام الأفعال الماضیه إلى استخدام الأفعال المضارعه للحدیث عن قضیه تاریخیه؛ ذلک أنّه لم یقصد وصف حادثه تاریخیه فحسب، بل أراد من وراءها التعبیر عن حالته النفسیه فی عصره الحاضر. قد وظّف الشاعر أبواب الأفعال حسب مقاصده وجاء بأبواب تکون کوسیله تنقل المعانی إلى المخاطب وکمرآه تصوّر نفسیه الشاعر وأفکاره.