آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۵

چکیده

لقد استخدم الإمام(ع) الصوره لتسهیل فهم مبتغاه. وقد أبدع فیها، وهی فن یُستخدم لعرض المعانی عبر الألفاظ، یرافقها الإیقاع الملائم وإیاها. والخطبه المونقه أوردها ابن ناقه الکوفی فی ملحق نهج البلاغه ، وقد تناولها هذا المقال، لدراسه صورها، وعناصرها والجو السائد على فقراتها، معتمداً نظریه سید قطب حول التصویر الفنی فی القرآن الکریم مؤکداً على الإیقاع من خلال منهج وصفی تحلیلی. فالهدف من المقال تبیین الصّور المعروضه فی الخطبه والعناصر والفنون المستخدمه لعرضها وتوافق هذه العناصر وجوّ الفقرات. فالصّور تختلف حسب الموضوع المطروح فیها. وقد عُرضت فیها بألفاظ تخلو من الألف وبجمل مسجعه، یتلاءم إیقاعها والموضوع، مصحوبه بالحرکه والسّکون، فهناک إنخفاض ورفع وطول وقصر فی الجمل حسب جوّ الفقره، فتختلف وتیره العبارات لاختلاف الحوادث. فإن کان الموضوع یخصّ الباری تأتی الجمل قصیره؛ لتوحی بعدم التأنی من قبله. وإذا کانت الأفعال خارجه عن إراده الإنسان تقتصر فی لفظ واحد، مایزید هول الموقف بایحاء انعدام الوقت، وإن کانت من العبد ویخصّ موقفه من ربه فتطول الجمل لتوحی بتراخیه. وتتکرر بعض الحروف حسب المعنى، کحرف التاء فی الفقره الأولى الذی یوحی باللیونه بمایناسب جو الحمد السائد على الفقره. وقد استخدمت الفنون البدیعیه أکثر من البیانیه فی خلق الصور والمشاهد ومن البیانیه، المجاز هو الغالب فی الصّور.

تبلیغات