آرشیو

آرشیو شماره ها:
۲۹

چکیده

قامت السینما منذ ظهورها بامتصاص جمیع الخطابات الأدبیه ومن ضمنها الخطاب الشعری. والأجمل أن یکون هذا التفاعل متقابلاً. فالشعر الحدیث اقتحم حدود الفنون الجمیله کالفن التشکیلی، والفنون السینمائیه ووسائلها التعبیریه کالکامیرا والسیناریو وبالأخص المونتاج. لذا کانت قصیده المونتاج الشعری ولیده الفن السابع والشعر معاً. ولأنَّ تقنیه المونتاج تمثّل نقطه مضیئه ومتمیّزه فی تطوّر بنیه القصیده المعاصره، فقد قمنا هنا بالترکیز على الأسلوب المونتاجی فی القصیده الحداثیه القائمه على المونتاج السینمائی وأصوله، الذی یعنی القص واللصق للقطات وضم الصور المتلاحقه أو ضم اللقطات التی تکون منعدمه الصله لغرض معیّن، حیث یقوم الشاعر المعاصر بقص ولصق صوره الشعریه المختلفه بصوره أبیات تأتی أشطرها بالتوالی لتعبّر عن فکره ممیزه، وکأنما فیلم ممنتج یُظهر لنا فکرته الأساسیه من القصیده بعد صدم اللقطات الشعریه ببعضها، وبهذا یرفع مستوى القارئ إلى متفرّج. ومن بین هؤلاء الشعراء المعاصرین، تم اختیار الشاعر عدنان الصائغ، حیث رفد قصائده بکثیر من الأسالیب السینمائیه ومن ضمنها أسلوب المونتاج الشعری لیُشهدنا على الأحداث التی تمرّ فی وطنه من ظلم وأسى ولیضع المتلقی أمام مشهد بصری. هذه الدراسه تسعى من خلال المنهج الوصفی التحلیلی إلى الکشف عن مدى إفاده القصیده المعاصره من کشوفات السینما، وقد وقع الاختیار على تقنیه المونتاج لدورها وفاعلیتها فی النص الشعری. وقد قمنا بمقاربه المونتاج السینمائی فی عدد من النصوص الشعریه للصائغ وتحلیلها تحلیلاً فنیّاً یکشف عن براعه الشاعر وانفتاحه على هذه التقنیه السینمائیه. ومما توصّلت إلیه هذه الدراسه هو الکشف عن دور المونتاج السینمائی فی تحویل الصوره الشعریه إلى صوره بصریه؛ ومن خلال هذا الأسلوب قد تمکّن الشاعر من إیصال فکرته إلى المتلقی، کما ساهم المونتاج السینمائی فی تعمیق المعنى السردی فی الأشعار، ورفع القصیده من سطحیه الأسالیب إلى الأسلوب الراقی والانتقال من موضوع لآخر من خلال اللقطات المتماثله والتقطیع الذی یتمیّز به المونتاج السینمائی.

تبلیغات