إن النحو قد بدأ من منطلق عظیم، وهو السعی لفهم معا نی القرآن الکریم ومعرفة أسالیب التعبیر عن تلک المعانی والکشف عن أسرار بلاغته ووجوه إعجازه. ثم خطا علما ؤ ه خطوات لإنضاج الفکر النحو ی والارتقاء به إلى أرفع مستویات الرقی العقلی وذلک بتنویع اتجاهات البحث فیه وتطویر وسائل الکشف عن وجوه معانی الکلام. یتناول هذا البحث واحداً من الشخصیات النحویة التی یکون لها دور مهم فی إیحاء النحو العربی فی یومنا هذا، فهو ینظر إلى النحو بمنظاره الجدید، وهو البحث عن المعنى من خلال النحو. ویقوم بحثنا هذا بدراسة آراء السامرائی النحویة دراسة منهجیة تقوم على التوضیح و المقارنة بکبار النحاة و بعض البلاغیین، للوقوف على منهج المؤلف وما امتاز به السامرائی عن غیره من اللغویین والنحاة فی عرضه وتوجیهه . فقد قمنا فی هذا المقال من خلال المنهج الوصفی التحلیلی و المقارن بقراءة کتب السامرائی قراءة دقیقة و متأنیة، ثم استخرجنا أبرز معالم منهجه فی تحدید العلاقة بین النحو والمعنى مع ذکر شواهد من کتبه ، مضافاً إلى المقارنة بین آرا ئه وغیره من النحویین. ومن أهم ما وصل إلیه البحث هو أن السامرائی قد جمع بین النحو والبلاغة وعلم المعانی خاصة فی تحدید العلاقة بین النحو والمعنى، وبذلک سعى أن یعید الروح أو المعنى إلى النحو العربی.