وفّرت اللغة الرمزیة مجالات خصبة للقراءة التأویلیة التی قد تتسع دائرتها وقد تضیق حسب التوجهات المتعاطیة مع الخطاب الدینی الرمزی. وقد لایؤخذ علی توجّه دینی أو أدبیّ بعینه فی قراءته التأویلیة طالما اعتمد منهجاً موضوعیاً وأسلوباً علمیاً فی قراءته، بید أن المشکلة تبرز جلیة حینما تنحو التّلقیات والتّأویلات منحیً فوضویاً لایضبطها ضابط معین ولا یحددها محدّد إذ من التأویلات ما یستقی مادته من أُطُر ومرجعیات تسمها الفجاجة کما تتّسم بالمزاجیة فی غیر موقف. أمّا هذه الورقة البحثیة المتواضعة التی تتصدی لدراسة أشکال من مناهج القراءة التقلیدیة للخطاب الدینی الرامز، فترکز علی فرضیة تذهب إلی أن بعض المناهج المتعاطیة مع النص الدینی تفتقر إلی موضوعیة فی قراءة النص؛ لأنها لا تعتمد المناهج أو الطرائق العلمیة فی التعامل مع الظاهرة اللغویة. وبالنسبة إلی منهج البحث إنّه إستعراضی - نقدی، إذ نسجّل أولاً نماذج من تلکم القراءات لنردفها ثانیاً بالتحلیل والنقد وذلک للتوصل إلی نتیجة مفادها هی أن الخطاب الرامز إذا ما تمّت قراءته بشکل غیر ممنهج أو تم تطویعه لمرادات مذهبیة ضیقة الأفق أساء ذلک إلی نزاهة الخطاب، بل جعله عرضة للطعن فی الجوهر.