أبونواس حسن بن هانئ، الشاعر الإیرانی (196ق) یعدّ من کبار شعراء العرب وعباقرته علی الإطلاق، ومحاولاته التجدیدیة فی الشعر من القضایا الأدبیة الکبری التی أثارت دراسات أدبیةونقدیة علی مرّ العصور. قد ذکرت أسباب شتّی لهذه الظاهرة الأدبیة الهامة فی مختلف المصادر والمراجع، ولکن هذا البحث قام باستقصاء دعوة أبی نواس التجدیدیة من منظور سوسیولوجبا الأدب، واستهدف دراسة أحکام هذه المنهجیة الحدیثة من خلال المقدمات الطللیة فی بعض المدائح النواسیة وقیاسها بالعناصر المستحدثة فی فواتح بعض قصائده الأخری، مضافاً إلی معالجة أسباب ظهور هذه النزعة الأدبیة فی تلک الفترة التی عاش فیها أبونواس. لقد تناولت هذه المقالة أشعار أبی نواس علی المنهج الوصفی التحلیلی، وقد وجدت أنّ تجدید أبی نواس الشعری جاء إثر نزعته الشیعیة المبنیة علی مواقف الرفض والثورة، والتناقضات الموجودة فی العصر العباسی الأول التی سادت من خلال نشوء الطبقات الاجتماعیة الجدیدة، والتغیّرات السریعة التی حدثت جرّاء امتزاج الثقافة العربیة بالثقافات الأخری کما لیس ینبغی أن یُهمل دور تضّاد القیم والمعاییر الاجتماعیة القدیمة والحدیثة، وعدم تطابق الإیدئولوجیة القدیمة والظروف الراهنة، وعدم توافقهما عند المثقفین فی المجتمع العباسی آنذاک.