فی عصر العلاقات والعولمة، تسعی الدول والحکومات، لتقدیم صورة إیجابیة جذّابة عنها للآخرین بغیة تحقیق مآربها السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة و...، فتصبّ جلّ اهتمامها علی تجمیل صورتها وإبرازها بشکل مبهر وجذاب. وهذه تعتبر إحدی الوسائل السیاسیة التی تستخدمها الدول الاستعماریة ومنها الدولة الأمریکیة التی تحاول استخدام کلّ الإمکانیات فی سبیل توسیع سیطرتها العالمیة خاصة عبر الغزو الثقافی للدول النامیة، ویقوم سائر الدول بمجابهة هذه الفعالیات وردود فعل إزاءها. قد تسرّبت هذه القضیة السیاسیة إلی الأدب نتیجة تأثره بالمجتمع وتأثیره فیه وتأدیة وظیفته الإجتماعیة. انطلاقاً من هذا، یقوم هذا البحث بدراسة صورة أمریکا علی ضوء مبادئ الصورولوجیا التی تعنی دراسة صورة الأنا أو الآخر فی شعر ""أحمد مطر"" الذی عانی مدة غیر قلیلة الاحتلال الأمریکی لبلده وشاهد ما حلّ به من الأزمات إثر الاعتداء علیه وعلی مستوی أکبر فی منطقة الشرق الأوسط. فالنتائج تدلّ علی أن الشاعر یفرق بین الحکومة الأمریکیة وشعبها، فیرسم صورة مشوهة للحکومة الأمریکیة معلّلا أسبابها: بالتعامل الاستعماری واحتلال البلاد، وتحقیر الشعوب، ونهب ثرواتها، ودعم الصهیونیة، والغزو الثقافی، وفرض الحکام العملاء علیهم، والمؤامرة والغدر والخیانة، والتدخل فی شؤون البلاد وما شابهها من الجرائم، بینما نراه فی نظرته إلی الشعب الأمریکی مذبذباً بین السلبیة المحقّرة والإیجابیة المعظّمة.