آرشیو

آرشیو شماره ها:
۲۹

چکیده

مفردة ""الصوصمتیّة"" منحوتة من لفظتین هما ""الصوت والصمت""، وتدلّ على اقتران وامتزاج هاتین الظاهرتین فی النص الواحد. للصوصمتیّة دلالات خاصّة یرکز علیها الشاعر لنقل مشاعره وانفعالاته للمتلقی، وقد نجدها حاضرة بقوّة فی بعض القصائد النثریّة التی اعتمدت فی بناءها الفنی على لغة ثنائیّة قائمة على الإیحاء. ظاهرة الصوصمتیّة تُعتبَر من الثنائیات والمفارقات الضدیّة التی یوظّفها الشاعر فی النص للتعبیر عن اللاجدوى والواقع المتناقض. وتُعدّ من أهمّ التقانات الأسلوبیّة التی شکلت حضوراً واسعاً ومکثّفاً فی دیوان ""أصابع المطر"" للشاعر العراقی حبیب السامر. هذا المقال وفقاً للمنهج الوصفی التحلیلی، یهدف إلى دراسة لغة الصمت وما تنتجه من أصوات ودلالات فی دیوان ""أصابع المطر"" لکی یکشف الجوانب المسکوت عنها فی خفایا النص الشعری. تظهر الصوصمتیّة فی نصوص السامر کلغةٍ وسطیّة فی أشکال مختلفة منها استنطاق الصمت وامتزاجه بالأصوات، والهرطقة الصمتیّة التی تثیر المتلقی وتحرّضه على اقتحام العالم الداخلی للنص، وأخیراً الصوصمتیّة المتجسّدة بالصور البصریّة کالتنقیط والتفتیت والأشکال الهندسیّة. وقد توصّل البحث إلى نتائج أهمّها أنّ الشاعر استخدم ""الصمت"" استعمالاً مجازیاً لیعبّر عن حالة التناقض والتمزّق، وعن حالاته النفسیّة وإسقاطاته الروحیّة فی مواجهة اللاجدوى. وفی ظل الظروف القاسیّة التی تسود العراق، الصوت عند السامر یمثّل العجز والخواء، ویصبح عاجزاً عن إیصال الفکرة، فیمتزج مع الصمت ومدلولاته لتتشکل لغة ثالثة (صوصمتیّة) أکثر إیحاءاً وعمقاً.

تبلیغات