إنّ شعر المقاومة من أوسع میادین الأدب العربی، والشعراء الفلسطینیون کثیراً ما یتمحور شعرهم حول هذا الأدب. فالشاعر المقاوم علیه أن یشحن الأمل إلى التحریر فی عروق الشعب ویحثّهم حتّى یدخلوا میادین الصراع. وإن دقّقنا فی الشعر الفلسطینی نرى الشاعر الشهید عبدالرحیم محمود جزءاً من هذا الأدب فکان مسایراً لشعبه وأبناء قومه، ومجابهاً للظّلم یرتفع صوته فی وجه الغزاة الطغاة ولا یهدأ حتّى یکتب عنهم بقوة، وینخفض صوته عند الترنم بحبّ الوطن والحنین إلیه. فیقترب شعره إلى صدق التجربة والإصالة لأنّه لم یترک وطنه وشعبه أبداً فله روح متحمّسة وثوریة قلّما نجدها لدى شاعر آخر ممّا دفعته کی یضحّی بنفسه فی سبیل الوطن فمات شهیداً. یهدف هذا البحث وفقاً للمنهج الوصفی التحلیلی إلى دراسة ملامح المقاومة فی شعر عبدالرحیم محمود، وسنحاول أن نبیّن روحه المتحمّسة ومظاهر المقاومة التی غلبت على شعر هذا الشاعر الشهید. وقد توصّلنا إلى أنّ هذا الشاعر یعتقد بأنّ الحل الوحید للوصول إلى الحرّیة هو المقاومة لاغیر فالصهاینة الغاصبون لا یعرفون معنىً للوفاء حتى یتفاوض معهم. فیستعرض عبدالرحیم الماضی الذی یفتخر به العرب جمیعاً لتحریک حمیة الشعب وتحریضهم نحو العمل والجهاد؛کما یدعو النساء للمشارکة فی ساحة النضال لما لهنّ من نصیب وافر فی تحریر البلد.