القصیدة فی الأدب العربی منذ العصر الجاهلی لها بنیتها الخاصة وجعل الشعراء والنقاد هذه البنیة المحددة قوام أعمالهم. والقصیدة العربیة تتشکل من عدة أقسام وکل قسم مقدمة للقسم التالی؛ فالبیت الأول فی القصیدة یسمى المطلع وفی معظم الأحیان یأتی بعد المطلع التشبیب (ذکر أیام الشباب) أو النسیب والتخلص (انتقال الشاعر من الغزل الى الغرض الرئیس للقصیدة) ثم الغرض الرئیس (المدح، والفخر، والرثاء، و..) والمقطع (الدعاء، وطلب الخلود للشخص الذی نظم الشعر من أجله). وهذه الأقسام غالبا ما التزم بها الشعراء الأقدمون وألزم النقاد بها الشعراء المتأخرین، علی أن یعدلوا بینها ولا یخرجوا علیها. یعتبر جارالله الزمخشری واحدا منهم. إن هذه الدراسة تعالج حیاة الزمخشری وأغراضه الشعریة کما تتطرق إلی بنیة القصائد والأسالیب التی یستخدمها هذا الشاعر فی افتتاح قصائده للوصول إلی الغرض المنشود وتحقیق ما کان یأمله ویرجوه فی قصیدته، والربط بین ذلک الافتتاح والغرض الذی یهدف إلی تحقیقه وحسن ختامه وأخیرا یدرس المقال القصائد ذوات الموضوع الواحد أو الموضوعات المتعددة مرکزا علی اتباع الشاعر بنیة القصیدة العربیة الجاهلیة ومحافظته علیها.