تعتبر الصورولوجیا أو علم الصورة فرعٌ من فروع الأدب المقارن وهو البحث عن صورة الآخر الأجنبی فی النصِّ الأدبی. یتیحُ لنا علم الصورة معرفة الإنسان للإنسان وعبر هذه المعرفة یبرز لنا الجوهر المشترک للإنسانیة. وعند ذاک ننطلق إلی عالم الأخوة التی تجمع الأنا بالآخر. ولو تأملنا هذا الجوهر لوجدناه لا یتبلور إلّا بالتفاعل مع الآخرین؛ من هنا تبرز أهمیة الدراسات الأدبیة المقارنة التی تقوِّم علاقاتنا مع الآخر. عبدالوهاب البیاتی یکون من عملاقة الشعراء فی الشعر العربی المعاصر الذی اختص قصائداً کثیرةً فی دیوانه إلی عرض صورة الآخر وفی کم کبیر من هذه القصائد یعرض صورة الفنانین الآخرین وفی ضمن هذه القصائد أنشد ثلاث قصائد فی وصف الفنانین الکردیین: عبدالله کوران، ویاشار کمال، وایلماز غونیه. مناخ التعایش السلمی الذی بدأ یظهر فی العالم، یبرهن لنا أهمیة الدراسات الصورولوجیة إذ لوحظ ان الصور التی تقدمها الآداب القومیة للشعوب الأخرى تشکل مصدراً أساسیاً من مصادر سوء التفاهم بین الأمم والثقافات سلباً وإیجاباً کما قد تمثّل الأنا العربی فی شعر البیاتی منظومة علاقات مع آخر الفنان الکردی فی إطار کلُّه صداقةٌ وودٌّ وتمجیدٌ. تحاول هذه المقالة من خلال المنهج الوصفی – التحلیلی وفی ضوء النقد المقارنی أن تتوقف عند مواقع تصویر البیاتی عن آخر الفنان الکردی المتمثِّلِ فی عبدالله کوران، ویاشار کمال، ویلماز غونیه. والنتائج تدلُّ علی أنَّ الشاعر قد عرض صورة آخر الفنان الکردی فی صورة التسامح؛ وهذا النوع من قرءاة الآخر یُعتبر من أجمل صور قرائته، والحالة الوحیدة للتبادل الحقیقی التی تسود علیها روح الموضوعیة.