آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۵

چکیده

تُعتبر الصورة الفنیة عنصراً هامّاً فی دراسة ونقد الأعمال الأدبیة؛ فقد أصبحت إلی ما تضمّ فیما بینها من الأخیلة، والعواطف، والظلال، والإیقاعات، معیاراً أساسیّاً فی تقییم العمل الأدبی الذی إنّما یتقوَّم بما ابتنت علیه الصورة الفنیة من تلک المقوِّمات الفنیة والأدبیة الأصیلة. هذا وقد احتوت رسائل الإمام علی (ع) علی ملامح أصیلة للصورة الفنیة، هی من أهمّ الآلیّات والمقوِّمات للصورة الفنیة فی النقد الأدبی الحدیث. یقوم هذا البحث بدراسة تحلیلیّة لأهمّ آلیّات الصورة الفنّیة فی ثلاث رسائل من نهج البلاغة، معتمداً فی ذلک علی المنهج الوصفی التحلیلی، للوقوف علی مکانة الصورة فی الرسالة العلویة وخصائصها الفنیة، ودور السیاق فی الکشف عن الصور المتنوعة الموظَّفة فی رسائل الإمام علی (ع). لقد قام الإمام علی (ع) من خلال الخیال برسم صور فنیة تفتح علی متلقّیها عوالم جدیدة من المعانی والدلالات التی تتّصف بالأصالة الناتجة عن اعتمادها علی الواقعیّات والحقائق الدینیة والاجتماعیة. وقد زاد من حیویة هذه الصور اصطباغها بمشاعر وأحاسیس نابعة من أسمی العواطف الإنسانیة الخالدة. وهذا إضافة إلی إخضاع الألفاظ والتراکیب التی تشعّ بمفردها مجموعة من الأخیلة والظلال التی تقوم برسم صور تعرض علی المخاطب مشهداً متکاملاً من الدلالات والمعانی. وقد تبیّن من خلال هذا البحث أنّ للسیاق دوراً ریادیّاً فی تبیین الجوانب المختلفة للصورة الفنیة فی الرسالة العلویة، والکشف عن مدی نَجاح هذا العنصر الأدبی فی رسائل الإمام علی (ع).

تبلیغات