استخدم أئمة أهل البیت (علیهم السلام) ثلاثة أسالیب فی التعامل مع الحکام وهی: التقیة والمواجهة المسلّحة والغیبة. فقد إستخدموا التقیة حرصاً على الوحدة بین المسلمین والحفاظ على شیعتهم. وهذا لایعنی أنهم لزموا الصمت وترکوا الإهتمام بأمور المسلمین وإنما کان لهم حضور فاعل فی الحیاة الإجتماعیة. ومن أمثلة هذا الحضور الفاعل: إتصال الأئمة بقواعدهم الجماهیریة من خلال تأسیس شبکة واسعة من الوکلاء، ومنذ زمن الإمام التاسع إلى الإمام الحادی عشر کانت هذه الشبکة من الوکلاء فعالة جداً فی نشاطاتها، ویُعدّ هذا العمل مثالاً لجهود الأئمة فی التواصل مع الناس. المواجهة المسلّحة ضد الحکام السیاسیین هی الأسلوب الذی اعتمده الإمام الحسین(علیه السلام) دون غیره من الأئمة، وهکذا اختص الإمام الثانی عشر (علیه السلام) بالغیبة فهی بأمر من الله تبارک وتعالى وسوف تستمر إلى أن یأمر الباری عزّوجلّ بظهوره لیملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً. إعتمدتُ فی هذا البحث على کتب تاریخ الإسلام وعلى الخصوص سیرة أهل البیت علیهم السلام ومنهجی فی المقال هو منهج وصفی ـ تحلیلی.