إن اللغة مرآة حال الأمة وسجلّ مفاخرها والشاهد علی مجدها فی المجالات الاجتماعیة والأدبیة والسیاسیة والإداریة، تعزّ بعزة أمتها وتذلّ بذلتها.إنها أداة التفاهم والتعاون والتعایش بین الشعوب، وإنّ الدول الراقیة تحاول بکلّ ما فی وسعها لنشر لغاتها وتقویتها بین الشعوب. نتحدث فی هذه المقالة عن مکانة اللغة عند أصحابها، وأهمیة اللغة العربیة من حیث التناسب بین اللفظ والمعنی واتساعها. وعن النظریات المختلفة حول نشأة اللغة، وهل أنها تواطؤ واصطلاح بین البشر أم توقیف أی وحی وإلهام، ونبحث أیضا عن أقسام اللغة الأصلیة، وطبقاتها من حیث التکوین، وهل إنها وضعت کلّها فی وقت واحد أم وضعت متتابعة، وکذلک نشیر إلی عصمة أو عدم عصمة الأعراب الجاهلیین عن الخطأ، وفیه إشارة موجزة إلی المنازعات التی حدثت بین نحویی البصرة والکوفة.