المثاقفه وحوار الحضارات فی ظل الامثال والحکم(مقاله علمی وزارت علوم)
بما ان الأمثال مرآه تنعکس علیها عادات الشعوب وسلوکها وتقالیدها وهی خلاصه تجارب الأمم المختلفه وثقافاتها واتجاهاتها الفکریه، وأنها تعبر علی صدق عن مشاعر وأفکار وسلوکیات متعدده للشعوب وبما أن المجموعه البشریه تتشابه فی الصفات الفطریه، فنری الامثال والحکم وهی تستخدم للعظه والعبره والنصح، تتکرر بنفس المعنی لدی ثقافات مختلفه وإن اختلفت اللغه أوالألفاظ. وهذا التشابه بین الامثال والحکم للأمم المختلفه لا یدل إلا علی تقارب الحضارات البشریه وتواجد الحوار بینها منذ القدم. وفی ظل هذا التقارب والتشابه کانت هناک المثاقفه والتعارف وتفعیل القواسم المشترکه بین الشعوب. فی هذه المقاله نحن بصدد تبیین هذه القواسم المشترکه والتفاعل الحضاری والثقافی بین الشعوب فی ظل الامثال والحکم. لأن العالم الذی أصبح قریه صغیره یستحیل أن یبقی جزء منه بعیدا عن الآخر، إذ إن الأمم تأثر بعضها عن تجارب البعض. والامثال والحکم هی أوجز الکلام وأبلغه الذی تصبّ فیه التجارب هذه. فلانعنی التأثیر والتأثر فحسب، بل نرید التأکید علی أن التجارب بعضها تتدفق من بطن الشعوب متشابهه وتتبلور فی الامثال والحکم.