فی النصف الثانی من القرن العشرین، ابتکر عالم النفس الأمریکی مارتن سلیجمن نظره جدیده فی علم النفس واتخذ اتجاهاً جدیداً فی هذا العلم. فی هذا الاتجاه الجدید أخذ علماء النفس النظر فی النصف الممتلئ من الکأس (التفاؤل) بدلاً من النظر فی النصف الفارغ منها (التشاؤم)، ویسعى من خلال تنمیه مواهب الأشخاص وقدراتهم إلى تنویر جو الأفکار والأنفس. والتفاؤل فی هذا الاتّجاه ینقسم إلى قسمین، التفاؤل الطبیعی والتفاؤل التبیینی. والتفاؤل الطبیعی هو أنّ الشخص یرى کلّ شیء فی المستقبل متفائلا ویبرّره للتخلص من الضغوط النفسیه. أمّا التفاؤل التبیینی فهو أن یُنسِب الشخص النجاح إلى قواه النفسیه وأسباب نفسیه داخلیه وأن ینسب الفشل فی حیاته إلى أسباب خارجیه. إنّ معرفه الکاتب لهذا الاتجاه السیکولوجی ساقه إلى البحث عن هذا الاتجاه حتى یتطرق البحث إلى دراسه شعر المتنبی معترفا بفرضیه أنّ المتنبی یتسم بنظره إیجابیه وتسلیط الضوء على موضوع التفاؤل فی مدائحه وفق اتجاه سلیجمن السیکوجی فی ظل دراسات متعدده التخصصات. واعتمد البحث منهج الدراسات المکتبیه وجمع المعلومات والبیانات وإثبات الفرضیه المذکوره، متوصلاً إلى الإجابه على سؤال رکّز علیه البحث حول التفاؤل إذا ما کان قد ظهر فی مدائح المتنبی وفق الاتجاه السیکولوجی الذی سلکه سلیجمن، وقد توصل البحث إلى أن هناک نوعین من التفاؤل فی شعر المتنبی وهما کما مضى؛ التفاؤل الطبیعی أو الفطری والتفاؤل التبیینی (الخارجی).