إن افتتاح الروایه بوابه للولوج إلى عالم الروایه، فذلک قد یجعل بعض الروائیین ینسحبون عن کتابه الروایه، حیث إن التمهید الروائی یعتبر من أصعب الشؤون السردیه. فهو یجذب القارئ إلى عالم الروایه إذا کان أخّاذاً ومثیراً. إذن فللمشهد الأول للروایه دور کبیر فی تشجیع القارئ وتواصله مع النص؛ لإنه جسر واصل بین السارد والمتلقی. فتطمح هذه الدراسه إلى تسلیط الضوء على الافتتاح السردی حیث تقوم بدراسته على أساس المشهد الأول والتنقیب عن التقنیات التی وظفها السارد لتمهیدها. فرغم أن دراسه الافتتاح السردی أخذت حیزاً واسعاً من الدراسات الحدیثه عن الروایه ولکن هذا المضمار یتطلب جهداً أکثر للکشف عن أهمیه الافتتاح فی الروایه والتکریس على مکوناته. فالافتتاح السردی فی "روایه عندما تشیخ الذئاب" یتمتع بطاقات کامنه تهیب بنا إلى الترکیز علیه. فتکمن أهمیه هذه الدراسه فی أنها تحاول التطرق إلى الافتتاح الروائی ومکوناته فی هذه الروایه ثم الکشف عن مدى ارتباطه بکل الروایه ککیان متشابک وتشکیل سردی من المنظور البنیوی. إذن فتعنی الدراسه بالمشهد الأول من الافتتاح وتشدّ الانتباه إلى العلاقه بینه وبین الروایه بأسلوب توصیفی تاره ونقدی تحلیلی تاره أخرى. فتخلص الدراسه إلى أن السارد فی هذه الروایه استخدم التقنیات التی تسیطر على الروایه الحدیثه ویجعل الشخصیات فی ذروه الاهتمام لتمثیل عالم ملیئ بالمفارقات ووظف تقنیه تعدد الأصوات للابتعاد عن الرتابه فی الروایه التقلیدیه.