آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۲

چکیده

یدرس علم الصوره فی معناه الخاص صوره الآخر وثقافته فی النص الأدبی، ویتناول تفاعله مع الأنا بالبحث. والحقیقه أن الوعی بالذات یمرّ بالآخر، والشعور بالهویه یبرز فی مواجهته، ویتمثل قدر کبیر من هذا التفاعل فی أدب الرحلات. أصدرت السمان لحد الآن خمسه أعمال فی أدب الرحلات توفر ماده دسمه للدراسات الصورولوجیه. وهذا البحث باعتماد المنهج الوصفی- التحلیلی ومن خلال الترکیز علی المنهج الاجتماعی والمقارن یحاول أن یلقی الضوء علی الجزء الأول من کتابها: «شهوه الأجنحه»، المکرس علی «الشرق الأقصی»، وذلک لفهم خصوصیه الأنا والآخر والأوهام والانحرافات الفکریه لکل منهما تجاه الآخر. والنتائج تدل علی أن الرحله إلی الشرق الأقصی تمت للهرب من الواقع الألیم، والسعی نحو المجهول، بعد ما أصیبت السمان بالاغتراب الروحی؛ أما الهرب من الواقع فلم یتحقق؛ إذ إن صوره لبنان ودمشق تطلّ من ثنایا کل سطر، ومن تضاعیف أی مشهد. ویبدو أن السمان تأثرت مسبقا بانطباعات أدباء الغرب الرومانسیین عن الشرق الساحر والغامض؛ کما أنها زارت الشرق الأقصی مباشره؛ فتجربتها حضوریه مباشره، ومتأثره فی الوقت نفسه بالصور والنصوص السابقه. والسمان أدیبه أوّلاً، ثم رحّاله ثانیاً، فتأخذ عناصر لوحاتها الفنیه والأدبیه من الواقع الألیم أو السارّ ثم تُضفی علیها کثیراً من الألوان والظلال حتی تخرج فی شکلها الفنی والمؤثر، مع هذا کله تبدو غالباً موضوعیه وصادقه وتتجنب - قدر الإمکان- الوقوع فی فخّ التعمیم والتشویه السلبی، ولکن مع المدن لا حیاد، والموضوعیه أکذوبه. ثم إن الاختلاط مع الشعوب المختلفه وضعت أمامها مجالا طیبا للمقارنه ودفعها إلی الإعجاب بحضاره الشرق الأقصی العریقه، وبجمالها وسحرها، مثلما حملها علی شجب مظاهر التخلف والفقر والخرافه فی هذا الشرق واستغراق أهله فی الحیاه الاستهلاکیه والحضاره المادیه.  

تبلیغات