إنّ البنیویّة تذهب إلی أنّ النص لا یتألّف من الوحدات أو الکلمات ذات وجود مستقل أو منفرد، وإنما من الوحدات التی توجد داخل البنیة أو النسق بحیث تضبط تلک البنیة علاقات الکلمات وتعطیها معنى وقیمة أو بهاءا ورونقا، فضلا عن مواصفاتها وخصائصها الفردیة. ومن أهمّ المباحث التی تهتمّ بها بنیویة سوسور فی هذا الصدد تجدر الإشارة إلی المحور الاستبدالی، إذ إنّ سوسور ذهب إلی أنّ هناک نوعا من العلاقة اللغویّة بین الکلمة التی جاءت فی النص والکلمات التی تکون ذات صلة لفظیّة أو معنویّة بها غیر أنّها ما جاءت فیه وسمّی هذا النوع من العلاقة بالعلاقة الاستبدالیّة بحیث إنّ عدم الاعتداد به ینجرّ إلی إهمال المعنی المقصود. فالنص الأدبیّ بناءً علی رؤیة سوسور یجد اعتبارا وأهمیّة خاصة کأیّ نصّ لغویّ، وذلک باعتداده علی المحور الاستبدالی. فانطلاقا من هذه الفکرة تحاول هذه المقالة أن تدرس التفکیر البنیویّ لسوسور معتمدة علی المحور الاستبدالیّ فی سورة آل عمران لتجلّی أمر الوحدانیّة فی الألوهیّة والربوبیّة والمالکیّة، أی: الاعتقاد بوحدانیّة اللّه واستمرار إشرافه علی شؤون العباد وملکیته بالنسبة لما یملکه الإنسان بشکل نسبیّ ومؤقّت وکلّ ما یکون فی السّماء والأرض واحتوائها علی الاستبدالات الصرفیة الکثیرة التی تکون ذات اتصال قویم بأمر الوحدانیة وتسعی للکشف عن أثر استبدال بعض الکلماتالصرفیة بالکلمات الأخری الذی تمّ فی إطار النظام. ونتیجة إحصاء الاستبدالات الصرفیة تدلّ علی أنّ سبب اختیار بعض الکلمات الصرفیة تتفق تماما مع ما تتطلبه کلیّة السورة، أی: الوحدانیّة بحیث نجد صلة وثیقة بین معنی الکلمة الصرفیة المختارة أو المستبدلة والمعنی الذی تهدف إلیه کلیّة الصورة وفضلا عن ذلک تشیر إلی أنّ استخراج الکثیر من المعانی المستورة فی سورة آل عمران یرتبط بهذا المحور وللاهتمام به دخل کثیر فی کشف معالم الإعجاز فیها.