آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۲

چکیده

لماّ تجرّع السّیّاب الکآبة، والفقر والحرمان، وعاش فی بلد جرّب الویلات والمحن، توسّع فی استخدام بعض الدّوال، وجعلها مصدراً للإلهام والإیحاء ومستودَعاً لانتقال تجاربه ورؤیته؛ حیث یمکن القول أنّه وجد فیها ما یمکّنه التّعبیر عن لواعجه. فلفظ ""الباب"" یعدّ من جملة تلک الدّوال. إنّه استخدمه أکثر من مأة وخمسین مرّة وهذا دلیل على التّطور الدّلالی لهذا اللفظ ومرونته ومن ثمّ انصیاعه لهذا التّطور؛ إذ قام بإیلاجه فی بنیة لغویّة تحتضن الرّمز وتنمّیه. فکان وجوده جلیّاً فی شعره، حیث یمکن أن نعدّه من ثیمات شعره، وکان مصدر اهتمامه فرکّز علیه فی أشعاره وشحنه بأبعاد ودلالات مختلفة، لیصبح ذات دلالات فکریّة. فحمل هذا الدّالّ وجوهاً من انطباعات الشّاعر وذلک باعتماد على المذخور الشّعبیّ. أمّا التحوّل الدلالیّ الذی أصاب دالّ ""الباب"" هو: الخوف والأمان، المحدودیّة والحریّة، والیأس والأمل، والعمار والخراب، والاتصال والانطوائیّة وما إلى ذلک. تهدف هذه الدّراسة مناقشة التّطور الدّلالیّ لکلمة ""الباب"" والبحث عن أسباب حضورها الموسّع فی شعر الشّاعر، إذ إنّها لیست مفردة فحسب؛ بل لها تداعیات یمکن رصدها فی المفاهیم المذکورة أعلاه. هذا وأنّ رؤیة السّیّاب إلى تداول الکلمة فی شعره شکّلت ثنائیّات ضدّیة، یمکن اسقرارها على قسمین: قسم خاصّ بالرّؤیة الإیجابیّة والقسم الآخر بالرّؤیة السّلبیّة. أمّا المنهج الذی اعتمدت علیه الدّراسة منهج وصفیّ تحلیلیّ، حاول فیه التقاط التّطور الدّلالیّ لهذه الکلمة فی نصوص الشّاعر، وذلک عبر اختیار مقاطع شعریّة حضرت فیها الکلمة، إضافة إلى تحلیل البنیة اللّغویّة وبعض الظّواهر الأسلوبیّة المسخدمة فی هذه المقاطع والتی ساعدت على تنمیة هذا التّطوّر الدّلالی.

تبلیغات