سیمین دانشور هی أوّل روائیّةٍ إیرانیّة فی الأدب الفارسیّ وقد وضعتها روایتها ""سووشون"" الشهیرة، إلى جانب عمالقة الکتّاب والرّواة الإیرانیّین حیث کتبتها بنظرة أنثویّة لا تبارح الذاکرة، کما تُعدّ ""سووشون"" أوّل روایةٍ تُکتب وتُنشر بقلم امرأةٍ باللغة الفارسیّة. ولطالما کانت المرأة فی الروایة الإیرانیّة ضحیّة الذکوریّة. کانت سیمین دانشور وبطلة روایتها کلتاهما أنثى، الشیء الذی لم تعهده الروایة الإیرانیّة من قبل.کذلک کرّست دانشور نفسها لإبراز المکنونات النسویّة عبر لسان بطلة روایتها وبذلک شکّلت منظوراً نسویّاً لم تعهده الساحة الإیرانیّة. لهذا؛ وقع اختیارنا على نجمة ساطعة فی سماء الأدب النسویّ الإیرانیّ، لنقتفی فی ""سووشون"" النظریّة النسویّة وتجلیاتها.
صوّرت روایة سیمین دانشور حِقبة الاحتلال البریطانیّ وعملائه وتحوّلات جنوبی إیران إبّان الحرب العالمیّة الثانیة بشکل رائع ومتسلسل. کما استمدّت دانشور شخصیة الأنثى فی روایتها من حیاتها الواقعیّة، فما حصل لبطلة الروایة وعائلتها قد حصل لإیران وشعبها. وبذلک حطّمت دانشور من خلال روایة ""سووشون""، النظرة التقلیدیّة للمرأة من خلال تجسیدها للنسویّة المتمرّدة فی شخصیة بطلة الروایة وتحوّل شخصیتها من خانعة إلى مقاومة وشجاعة، وأیضاً وضعت اللبنة الأولى للأدب النسویّ. فضلاً عن ذلک أثبتت دانشور فی ""سووشون"" أنّ الجنس النسویّ قادرٌ على أنْ یقف إلى جانب الرجل فی الذود عن حیاض الوطن کما هو قادرٌ على حمل لواء المبارزة و إنجاب المقاتلین.