آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۰

چکیده

تُعدّ الترجمةُ من أهمّ أدوات التواصل ووسائل التفاعل بین مختلف شعوب العالم وعلی مرّ العصور. إنّ الإلمامَ بالمعارف والثقافات المختلفة للشعوب لا بدّ له من الترجمة، والعلم بلغتها الأصلیة؛ فتقوم الترجمةُ بنقل مفاهیم ثقافة من الثقافات، وعلومها وتقنیاتها إلی ثقافة أخری إذ إنّها تُهیّئ الأرضیةَ لتلاقح الثقافات الملتقیة بغیرها ومِن ثَمّ نُموّها، وازدهارها وغناها. تشهد الدراساتُ للعصور التاریخیة علی أنّ الترجمةَ لعبت دورا بارزا فی نقل الثقافة الأجنبیة إلی الثقافة العربیة فی العصر العباسیّ. کما یعتقد المؤرخون أنّ الثقافةَ العربیةَ تفاعلت وتلاقحت بغیرها من الثقافات ثُمّ نَمَت وازدهرت حتّی تَمثّل أهمُّ مظاهر هذا الازدهار فی الحرکة العلمیة فی هذا العصر. فقد نَقلَ العربُ إلی لسانهم معظمَ ما کان معروفا من العلوم عند سائر الأمم المتمدّنة کالفُرس، والهند، والیونان واغتذوا بأفکارها ورضعوا من لبانها ثم لم یلبثوا أن تجاوزوها وحلّقوا فی عوالمَ جدیدةٍ. لا شک أنّ البحثَ فی هذا الازدهار یکشف للقارئ أهمیةَ الترجمة ودورَها فی تطوّر العرب العلمیّ وتقدّمهم الحضاریّ، الأمر الذی فقد جاء هذا المقال لیُرکّز علیه.

تبلیغات