یعتمد القرآنُ الکریم علی القصّة ویعتبرها من الوسائل الهادفة إلى إصلاح الإنسان وتربیة فکره، ویعالج من خلالها قضایا الإنسان فی أحواله المختلفة علی مرّ العصور والأزمان. فالقرآن لیس مجرد تاریخ للأنبیاء ولا تاریخ الملوک وأبطال القصص؛ فمن الأنبیاء مَن أغفل القرآن ذکر أسمائهم، ﴿وَلَقَدْ أرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِکَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا علیک وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ علیک﴾ (غافر: 78) فالغایة من الترکیز علی شخصیّة الأنبیاء فی القرآن لیست إلا تنویر الأذهان وإرشاد الأنام باتّباع درب الأخیار. فقصص القران کان لها تأثیر بالغ علی نتاجات الشعوب الإسلامیة ولاسیّما الشعب الإیرانی المسلم فأخذ الشعراء بنصیب وافر منها. فجاءت هذه الدراسة لتتناول عناصرالقصّة الفارسیّة التی تأثّرت بالقصّة القرآنیّة، ومظاهر هذا التأثّر، مستعرضة تجلّیات القصة القرآنیة فی کتاب مثنوی معنوی من خلال معالجة قصة یوسف وزلیخا ودراستها دراسة فنّیة باعتبار عنصر الشخصیة، والزمان والمکان.