آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۰

چکیده

قد تتخلّل قصصَ الشاهنامة قصصٌ داخلیةٌ یمکن دراستها منفکة عن الحوادث الأصلیة. من تلک القصص ما یجری حول ابن أفراسیاب المعروف بـ""سرخه"" الذی ینتهی مصیرُه، فی الحرب التی وقعت بین إیران وطوران وهو یطلب فیها بثأر سیاوش، بما انتهى إلیه مصیرُ ""سیاوش"" علی ید ""رستم"". والسؤال الذی یتبادر إلى الذهن هو أنه: لماذا لم ینصرف رستم عن قتل هذا الشاب البریء؟ فالإجابة عن هذا السؤال هو أنّ الرجل فی القصص الملحمیة إذا وقف إلى جانب الأعداء فهو منهم، صالحا کان أو مُسیئا، وهذا کما نراه فی غایة سیاوش حیث قتله أفراسیاب، ولم ینصرف عنه، مع ماکان له من الصفات النبیلة. ثم إنّ الأقدار هی التی تحکم فی الملاحم، فإذا حکمت للموت فلا مردَّ لحکمها بشیء. إذن لابدّ أن یعالج هذا النوع من القصص التی تنتهی عادة إلى موت البطل من منظر ملحمی. فإن الشاهنامة مجموعةٌ من القصص الملحمیة، وإن اختتمت هذه الملاحمُ اختتاما تراجیدیا. فیسعى المقالُ الذی بین أیدیکم إلى معالجة الأسباب التی انتهت إلى مقتل هذا الشاب بید رستم، مما أدّى إلى سخط القارئ له، وضجر الشاعر منه.

تبلیغات