تعتبر مسرحیة شهرزاد من المسرحیات الذهنیة التی کتبها توفیق الحکیم (1902-1987م) سنة 1934م، أی بعد مسرحیة أهل الکهف مباشرة، وتلک القضیة هی: هل فی استطاعة الإنسان أن یعیش بالعقل وحده وللعقل، وأن یکرّس حیاته للبحث عن المعرفة والتماسها فی فجاج الأرض متخلصا من نداء القلب ونداء الجسد، اللذین یرمزان للحیاة الحیة النابضة. وقد وجد توفیق الحکیم فی قصة ألف لیلة ولیلة، وعاء لمعالجة هذه القضیة، ومن المعلوم أن قصة ألف لیلة ولیلة من القصص التی قد استهوت أفئدة الکتاب والفنانین فی العالم أجمع، ولعلها أوسع المؤلفات العربیة تأثیراً فی فنانی الغرب والشرق. مسرحیة شهرزاد، تکاد جمیع مناظرها تدور حول مناقشة قضیة ذهنیة واحدة: هی هل یستطیع الإنسان أن یفلت من نداء الجسد والقلب؟ وتنتهی المناقشة بأن من یرید أن یصبح عقلا خالصا یصبح کالشعرة التی تشیب وتبیض ولایعود لها من علاج غیر انتزاعها، بینما الحکیم یطرح فیها النزاع بین الإنسان والمکان، وفی النهایة یکون الإنسان مغلوبا للمکان.