ابراهیم البب

یهدف هذا البحث إلى دراسه أثر القراءات القرآنیه الشاذه فی بناء القواعد النحویه، کما یحاول أن یبین العلاقه بین القراءات القرآنیه والأحرف السبعه، فالقراءات القرآنیه ظاهره من الظواهر المنبثقه عن المشافهه فی القرآن الکریم، وتشکل الأحرف السبعه والقراءات مظهراً من مظاهر الإعجاز القرآنی، فهی تؤید بعضها بعضاً من غیر تناقض، ویرى بعض الباحثین أنَّ القراءات القرآنیه لم تنل المکانه الواجبه عند النحاه فی أثناء تقعید النحو العربی، فالقراءه الشاذه التی فقدت شرط التواتر لا تقل شأناً عن أوثق ما نُقِلَ إلینا من ألفاظ اللغه وأسالیبها، فالقراءات الصحیحه أو الشاذه شواهد نحویه فصیحه وربما هی أفضل من الشواهد الشعریه، وقد أهدر معظم النحاه جانباً کبیراً من الاستعمالات الفصیحه واللهجات العربیه حین لم یعتمدوا القراءات، إذ شذذوا ما لم یتفق مع أقیستهم وکان الأجدر الأخذ بالقراءات وتقعید النحو بناءً علیها وتصحیح قواعده استناداً إلیها.

یهدف البحث إلى دراسة أثر الرسم العثمانی فی قواعد العربیة، إذ یدرس العلاقة بین الرسم العثمانیّ والکتابة العربیة، ویقف على قواعد الرسم العثمانی، ویذکر بعض صوره، وبعض التحسینات التی طرأت علیه، کما یدرس العلاقة بین القراءات القرآنیة والرسم العثمانی، والعلاقة بین الرسم واللحن، وبین الرسم والتصحیف. إن رسم المصحف الشریف لم یختلف عن رسم الخط المعهود فی زمن الرسول (ص)، وقد جاءت التحسینات الإملائیة على هذا الخط بعد ذلک، وقد أدخل على الرسم العثمانی تحسینات متعددة، وقبلها العلماء، ولکنهم اختلفوا قدیماً وحدیثاً حول کتابة القرآن بالرسم الإملائی الحدیث، فبعضهم رفض الأمر مطلقاً، وبعضهم أجازه، وبعضهم ذهب إلى وجوب الکتابة به. إن حالات الهجاء فی الرسم العثمانی غالبة ولیست مطردة، فقد رسمت بعض الکلمات فی موضع برسم، وفی موضع آخر برسم مخالف، کما أن هناک بعض الاختلافات بین المصاحف العثمانیة، وقد تأثر الرسم العثمانی بالحرکة اللغویة وباختلاف المذاهب والمدارس، وامتد الخلاف بین البصریین والکوفیین إلى رسم المصحف. وللرسم العثمانی مزایا لا تتوافر فی غیره، منها: الدلالة على القراءات المتعددة، والمحافظة على القراءات الصحیحة الواردة التی یحتملها الرسم العثمانی، وصیانة القرآن من التحریف والتصحیف والتبدیل، إذ یسلم کل جیل القرآن الکریم للجیل الذی یلیه على هیئة واحدة، وبذلک یثبت له التواتر فی الرسم والنطق، والوقوف على بعض لغات العرب الفصیحة التی نزل بها القرآن الکریم، والدلالة على أصل الحرکة وأصل الحرف.