آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۶

چکیده

اللسانیات الإدراکیة من اللسانیات الحدیثة التی أبصرت النور فی السبعینیات إثر التفاعلات النشیطة التی حدثت بین العلوم آنذاک. ومن الذین شمّروا عن سواعدهم لیخصبوا هذا الاتجاه: «لیکوف»، و«لنکیکر» و«تالمی» و«فوکونییه» الذین وضعوا الحجر الأساس للّسانیات الحدیثة وسکبوها فی أطر متینة. تتأبط اللسانیات الإدراکیة قضیة هامة هی دراسة علاقة اللغة والعالم فی الذهن البشری وکیفیات هذه العلاقة المتمثلة فی الذهن عند الاصطدام بأکداس المفردات والألفاظ، فلا یکون إنجاز هذه المهمة إلا على ید سمات تنظیمیة هی المقولة والتعددات الدلالیة والخطاطات الصوریة بشتى فروعها. فتوزّعت هذه المقالة، وصولاً لغایتها، على محاور تبیّن کیفیات الرؤیة الإدراکیة بما فیها من مؤشرات؛ التعددات الدلالیة والخطاطات الصوریة والمقولة. ثم یجنح البحث نحو تطبیق هذه المؤشرات على مقولتین هما «أتى» و«رفع». واختصاراً للبحث، خصّصت کلّ من هاتین المقولتین بمؤشر من المؤشرات الإدراکیة من دون غیرها. وما توصل إلیه المقال هو أنّ الفضاءات الدلالیة للمؤشر الفعلی «أتى» تتعدى حدود المعانی المعجمیة إلى معان أخرى فیصح أن یدخل ضمن الشرائح الدلالیة ل «فَعَلَ» ثمّ تتسع دلالته لیشمل الأمور السلبیة من أمثال اجتراء الفاحشة ثم الحشر والحلف. وکل هذه المعانی المستجدة تعمل على خلق شبکة دلالیّة متواشجة سمیکة لتکون خیر عون على رصد الانسجام فی القرآن الکریم.

تبلیغات